كانت هذة هي الخاطرة الوحيدة التي جالت بباله, وهو يحاول بشتى الوسائل أن يبعد تلك الذبابة اللزجه عن وجهه.. لم ير قط ذبابة بمثل هذا الإصرار على إفساد حياته
بدأ الأمر حينما كان نائما.. أجبرته اللعينة على الإستيقاظ.. كادت أن تدخل إلى أذنه, ثم أخذت تمتص حبات العرق الدقيقة على ساعده.. حاول مئات المرات أن يبعدها, إلا أنها كانت تعود لتقف على شعر رأسه, ثم إلى قدميه.. حتى أجبرته على الإستيقاظ حانقا
لم تكن تكف عن إصدار صوتها المقزز
" زننننننننننن "
جلس يشاهد التلفاز.. أخذت تقف من جديد على أذنه ثم على ذراعه
حاول أن يطردها بعيدا عن الغرفة.. اغلق الإضاءة وفتح شباكا في نهايه الشقة.. إلا أنها أصرت على مشاغبته.. حتى حينما واجهها بإستخدام منشّه الذباب.. كانت تراوغه وكإنما تعرف ما ينويه مسبقاً
كانت تطير في كل مكان مطلقة صوتها الذي لا تعرف سواه
" زننننننننننن "
بعد حوالي الساعة ونصف قرر أن يواجه الأمر بحسم
طلب من بواب العمارة أن يبتاع له 4 عبوات من أنواع مختلفه من السبراي قاتل الحشرات الطائرة
أغلق باب الحجرة على نفسه بإحكام.. تأكد من سد جميع المنافذ جيدا
وقف في منتصف الغرفة وأخذ يبحث بعينه عن الذبابة.. كانت هناك تقف على السقف.. نظر إليها مباشرة وخيل له أن عيناها الحمراء الدقيقة تنظر له بتحدى
!! بينما لم تكف لحظة عن إصدار طنينها الذي أصابه بالجنون" زننننننننننن "
أخذ يفرغ أول علبة من مبيد الحشرات
إزدادت الرائحة النفاذة
ثم الثانية
أصبحت الرائحة أقوى
إنتهى من إفراغ العلبة الثالثة
لاحظ بدهشة أن الذبابة لا تتحرك رغم كمية الغاز التي ملأت جو الغرفة بالكامل
أفرغ العلبة الرابعة
شعر أن صدره يختنق.. يبدو أن الجرعة كانت أزيد من الازم.. يبدو أنها أثرت على صدرة بشكل كبير
نسي أمر الذبابة.. يجب أن يستنشق بعض الهواء
سقط أرضا في إعياء شديد.. كل لحظة تمر عليه يستنشق السم من الهواء
أخذ يزحف بإعياء نحو باب الغرفة الذي أغلقه.. لم يستطع الوصول إليه
يبدو أنها النهايه
سكن جسمه.. وأخذت روحه تنساب من جسده في هدوء.. بينما سمعت أذنه أخر ماسمعته صوت واحد
" زننننننننننن "
كان صوت الذبابة وقد وقفت على رأسه تستمتع بلعق قطرات العرق الغزير
