وهي إحدى قرى الجولان السوري المحتل ، جباتا كلمة أرامية
قديمة وتعني التل المرتفع أو الهضبة ، والزيت نسبة لكثرة أشجار الزيتون
المتناثرة في أراضيها .
الموقع والحدود
تقع قرية جباتاالزيت عند بداية أعضاد جبل الشيخ
المشرفة على سهل الحولة ، و يحدها من الشمال جبل الشيخ ويفصلها وادي
العسل عن بلدة شبعا اللبنانية ومن الشرق أراضي بلدة مجدل شمس ومن الجنوب
أراضي بلدة عين قنية ومن الغرب بلدة بانياس
. وطريق الوصول إليها :
القنيطرة - مسعدة -جباتا الزيت
وترتفع عن سطح البحر 1000م ،ويحيط
بها بضعة هضبات ووهدات فجبل عريض أبو سويد يقف في شمالها ويبلغ ارتفاعه
1532 م ويعد أحد منحدرات جبل الشيخ ،هضبة الحدب وتقع في غربي القرية ، وفي
جنوبي القرية جبل عريض العين ، القرية تبعد عن جبل الشيخ (7.9 كم) وهناك
أقام اليهود منتجع للتزلج ومدرسة لتعليم التزلج ( منطقة مرج عبدالله )
والمقاعد المرتفعة التي تنتهي في البلدة ، وتبعد عن جبل بين الروس (2كم )
وعن جبل السماق (7.2 كم ) وعن جبل الحواريت ( 3 كم ) وتبعد عن مجدل شمس
(3.5 كم )وعن مسعدة ( 5 كم ) وعن عين قنية (5 كم ) وعن بانياس (6 كم )وعن
عين فيت (7 كم ) وعن زعورة (8 كم).قلعة الصبيبة تبعد عنها (3 كم ) مزرعة
وجبل الصيرى (3 كم ) أما وادي العسل فيبعد عنها (9كم ) وتبعد عن تل
العزيزات (9 كم) وتبعد عن بحيرة طبريا (45 كم ) تبعد عن مدينة القنيطرة
21كم
الزراعة
وجباتا ذات تربة كلسية ، تجود فيها زراعة
الزيتون المشهورة باشجارها القديمة ،وزراعة اللوزيات, والكرمة والتين ،
وتنتشر بيادر القمح مثل بيادر الشيخ مصطفى وبيادر عين بشارة ، وجادت زراعة
التبغ وخاصة في الصيرى وجبل قلعة الصبيبة غير أن الدولة أوقفته ؟؟؟ وكان
يوجد في القرية ثلاث معاصر للزيت ومعصرة قديمة للدبس والزبيب ، ومن
منتجاتها الرئيسية الفحم ، كما اشتهرت بتربية الأبقار والماعز التي كانت
تدر جبناً ولبناً, وتقدر عدد المواشي سنة1967 حوالي ثلاثين ألفاً من الماعز
وأكثر من ألف رأس من البقر الجولاني ومئة رأس من الخيول العربية الأصيلة ،
,ويوجد فيها نحو 700 هيكتار من الغابات والأحراش بالأشجار المتنوعة وخاصة (
السنديان أو البلوط ذو الورق المنشاري الدائم،الزعرور,والملول, والبطم
،والقندول ،والإجاص البري والخوخ وشجيرات مثل دوالي العنب البرية
والقنداليا (العكوب) والعرعر والريحان وغيرها..) والجدير ذكره أن الحكومة
السورية قامت في عام 1950 بأحداث حرج نموذجي وغرست الصنوبر المثمر
والآكاسيا واللوز
تكثر فيها الأودية ففي غربي البلد وادي صعب
القادم من جبل الشيخ و وادي السكاوي الذي يشق طريقه جنوبي هضبة الحدب ثم
يتجه غرباً نحو القلعة وهناك يلتقي بوادي الدفلة القادم من جنوبها ليشكلان
وادي الخشبي المعروف (وادي بيت عباس ) السحيق وسط الصيري وقلعةالصبيبة
المطلة عليه من الجنوب على أرتفاع 816 م ويتابع الخشبي سيره حتى يلتقي بنهر
بانياس, هذا الوادي يبدء من ارتفاع يزيد عن 2000م من سفوح جبل الشيخ ثم
يتجه نحو الجنوب الغربي شمالي قرية جباتا الزيت وبعدها يتجه غرباً
وفي
عام 1944 مدت شبكة المياه من نبع عين القيقان ونبع عين الحياة الواقعة شرقي
القرية على الطريق القادم من القنيطرة ، ومن العيون عين بشارة وعين اللبنة
وفي جنوبي البلدة موقع عين الريحان البهيج والذي يعد من المتنزهات الخلابة
والجدير ذكره أنه يوجد في القرية أكثر من خمسة وثلاثين عينا مياهها عذبة،
وعند موقع الشيخ عثمان غابة كثيفة من أشجار البلوط والصنوبر والتي تعد
وقفاً للمزار المذكور ( بعد حرب حزيران قام أهل عين قنية بتحسين مقام الشيخ
عثمان الحزوري بوصفه النبي حزور وفقاً لعقيدتهم ) وفي البلدة مزار للشيخ
يوسف ومن الأماكن الجديرة بالذكر مغارة المكحلة ( المكاحل ) في جبال شعب
أبو قداح غربي البلدة وهي عبارة عن منجم لكبريت الرصاص ( عرق من معدن
الغالن الموجودة في صخور الدولومي الجوراسية لجبل الشيخ) و كان الأهالي
يستخدمونه كحلاً للعيون وقدكان يباع في لبنان ، واليوم تعج المكاحل
المذكورة بالسياح من كل أنحاء العالم
الحالة الأدارية
تتبع قرية جباتاالزيت من
الناحية الإدارية إلى ناحية مسعدة، منطقة القنيطرة, محافظة القنيطرة
بلغ عدد سكانها عام 1954 (2236) نسمة وفي عام1965(2585 ) نسمة وفي عام
1967قرابة (2922 ) نسمة
في بداية القرن الماضي كان يوجد فيها مدرسة
ابتدائية كانت تعد من أجمل وأكبر مدارس الجولان و تقع على نشز يعلو عن
مستوى القرية وكان يدرس فيها أبناء مجدل شمس ومسعدة وبانياس وزعورة وعين
قنية ، ومدرسة للبنات في بناء مستأجر ،وتعد نسبة التعليم أكثر من 70% عام
1950 ، وفي القرن الماضي اشتهرت بكثرة المهاجرين إلى الأمريكيتين وبرز فيها
العديد من الوطنيين والمثقفين ,وفي عام 1952زارها الزعيم جميل البرهاني
قائد الحامية السورية فعمل على شق طريق معبدة تصلها بمدينة القنيطرة ،
وبنفس السنة المذكورة زودت البلدة بمولد للكهرباء فأنار كل أنحاء البلدة.
مساكنها قديمة جداً مبنية من الحجارة ، وبعضها من القرميد، ثم شهدت البلدة
نهضة وانتشرت فيها المساكن الإسمنتية.. كتب عنها مستشرق إفرنسي أثناء
الأحتلال الفرنسي ، كما كتب عنها المرحوم أحمد وصفي زكريا (الريف السوري)
العائلات
التي سكنت البلدة
العاص، طه، الزغلول، بدران ، عباس, حمادي ،غانم ،
حروق ،عساف ، طالب ، عمر ، الأخرس ، حبش ، الحوراني ، فرح ،الشيخ ، يونس ،
شاهين ،الحاج, القادري,راجحة, نور الشيخ خالد, مرعي, يحيى, الشبعاني ،
الغريب, كان يوجد في البلدة مجلس المخاتير الذي كان يسمي خطيب المسجد
والمؤذن والنواطير وأعيان البلد, و يوجد في القرية مسجد بني في عام 1888م
وأعيد ترميمه سنة 1961م, ولكن العدو دمره ومقبرة للمسلمين أيضاً دمرها
العدو وأقام على أنقاضها مستعمرة نيفي أتيف ، وكذلك كنيسة ومقبرة مسيحية
ومن العائلات المسيحية بيت فرح، جبارة، أبو سمرة وبيت بدورة ، طعمة وغيرها
تاريخ القرية
وتعد جباتا موغلة في القدم, ولا يعرف زمن تأسيسها
بالتحديد ولكن من المؤكد أن البلد قديمة مع قدم بانياس وتحتوي بعض الآثار
التي عثر عليها في القرية على العهد الآرامي والعهد الروماني البيزنطي نسبة
لبانياس ولعل منطقة الخربة(مملكة فيليبس البيزنطية) وبئر نصوبا شمال غرب
جباتا" منطقة وادي حلاوة" شاهد على قيام الحضارات القديمة, وتعد منطقة حزور
القريبة من قلعة الصبيبة من حضارات ما قبل الميلاد وتاريخ القرية مرتبط
بتاريخ قلعة الصبيبة
ولما تعرض الوطن للاضطهاد التركي كان لثوار جباتا
الزيت شرف الجهاد ضد الأتراك وكان المجاهد أسعد العاص مع المجاهد أحمد
مريود قد شاركا في المعركة الفاصلة ضد الأتراك وكانا ممن استقبلا الأمير
فيصل لدى وصوله الكسوة واستمر الجهاد ضد الفرنسيين في حاصبيا ومرجعيون ،
وكان للمجاهد شريف شاهين شرف الهجوم على موكب الجنرال غورو القادم لزيارة
القنيطرة ، ولما أستشهد أحمد مريود آثر المجاهد شاكر العاص متابعة الجهاد
خلف صهره وذهب بمئة مجاهد من جباتا إلى جبل العرب وشارك بمعارك الثورة
السورية الكبرى وضحى أهل جباتا الزيت بكل نفيس وغالي لأجل الوطن ، و كان
العديد من شباب البلد قد ضحوا في سبيله ،ففي حرب فلسطين 1948 قدم أهل جباتا
شهداء : الشهيدعلي حسين الشيخ والشهيد شفيق شاكر جبارة الذين استشهدا في
تل العزيزات يوم19/07/1948 والشهيد سعدو سعيد زغلول الذي استشهد في كعوش
خان يوم 20/05/1948
أما حرب 1967 فقدم أهل البلد الكثير من
التضحيات : * الشهيد طالب حمدان طالب والشهيد محمد محمود طه والشهيد محمد
فارس غيظة والشهيد علي حبش والشهيد محمد مصطفى مرهج
في تل
الفخار جرت معركة بطولية خسر فيها العدو الصهيوني أكثر من 30 قتيلاً ،وأكثر
من سبعين جريحاً, جرت المعركة البطولية يوم 9حزيران 1967 ودافع جنود التل
بقيادة الملازم أول أسعد بدران ابن جباتا وكانت ملحمة تمسك الجنود بالتل
حتى نفذت ذخيرتهم وصار الاشتباك بالسكاكين والأيدي وارتوى التل المنيع
بدماء الشهداء وأصيب البطل أسعد بطلقة بفخده وزحف نحو قريته جباتا مع من
بقي من الجنود ، و يعترف العدو بضراوة المعركة وهزيمته هناك, وأنه لم يجابه
مقاومة كتلك التي جرت بتل الفخار .
وفي هزيمة حزيران 1967،أحتل
العدو القرية فدمرت البلدة ونزح أهلها إلى أطراف الشام وسكنوا في مخيم
اليرموك وجديدة عرطوز وغيرها .
وفي حرب الاستنزاف قدمت الشهيد علي حسين
قاسم حسن والشهيد يوسف الغريب
وفي حرب تشرين 1973كان من الشهداء :
الشهيد شاكر قاسم طه والشهيد أحمد حمدان طالب الشهيد أحمد الغريب ، الشهيد
عبدالله حبش
وقد قدمت القرية أبنائها أيضا دفاعا عن عروبة لبنان فسقط
منها الشهداء الشهيد الرائد صالح سلامه شاهين والنقيب محمد حمادة والملازم
أول محمد فارس زغلول والشهيد الملازم أول غسان طه
رجال من جباتا الزيت
في الحكومات السورية :
المرحوم شاكر العاص : 1- وزيراً للمالية
سنة1949 حكومة ناظم القدسي
2- وزيراً لوزارتي الاقتصاد الوطني والزراعة
سنة 1950 حكومة ناظم القدسي
3- وزيراً لوزارتي الاقتصاد الوطني
والزراعة سنة 1951 حكومة حسن الحكيم
4- وزير الخارجية سنة 1951 حكومة
معروف الدواليبي .
المرحوم هشام العاص : وزيراً للصناعة سنة 1964 حكومة
أمين الحافظ , وسنة1965 حكومة يوسف زعين , وسنة 1966 حكومة صلاح الدين
البيطار .
السيد محمد سعيد طالب : وزيراً للزراعة والإصلاح الزراعي
سنة1969 حكومة الدكتور نور الدين الأتاسي .
السيد مروان حبش : وزيراً
للصناعة سنة 1969 حكومة الدكتور الأتاسي .
أدباء البلد :
السيد
سالم جبارة من مواليد جباتا الزيت سنة 1915 درس في مدارس القدس وهو مؤلف
وكاتب و مترجم من أعماله :
1. دراسة عن جمعية متقاعدي الشرطة ,
- كريستين المتوحشة الصغيرة ( مترجمة عن الفرنسية ), - الأرض السليبة (
مجموعة شعرية ), ملحمة سناء (مجموعة شعرية ) , - البلبل المجنون , - الرياح
الأربع , - عيون الرجال وفي القلب لهب , - على مشارف القرية المحتلة,
وغيرها
المرحوم الشاعر نادر عساف من مواليد جباتا الزيت سنة 1930وله
العديد من الدواوين الشعرية اللطيف منها:أزهارالخريف ,امراءة تافهة 1983, -
أحزان القمر1985 , - في محراب الجمال 1986 طبع بعد وفاته .
السيد محمد
سعيد طالب مواليد جباتا الزيت سنة 1936 كاتب ومؤلف له : - النظام العالمي
الجديد ,- الدين والدولة , - الدولة الحديثة والبحث عن الهوية , - الثقافة
المقهورة والثقافة المنتصرة, وغيرها من المقالات
السيد الدكتور محمد
حسني طالب مواليد جباتا الزيت 1953 وله : تقويم أعداد مدرسي اللغة العربية
وفق الكفايات (دراسة ميدانية )
ومازالت القرية ترزح تحت نير الاحتلال
وما زال أهلها ينتظرون عودتهم في يوم قريب إنشاء الله .