يلزمنا مليون تصويت لنثبت سذاجتنا !
الاستفتاءات الإلكترونية ورسائلها الخفية
هبة رمزي - الجزيرة توك - الناصرة
ماذا تحوي هذه الاستفتاءات ؟
الاستفتاءات الإلكترونية ورسائلها الخفية
هبة رمزي - الجزيرة توك - الناصرة
تصويت هام للغاية " , " انصر نبيك " , " انصر قضيتك الفلسطينية " عناوين لرسائل الكترونية تنهال على الكثيرين منا يومياً .. كلها رسائل يتم إعادة توجيهها لآلاف من مستخدمي الشبكة العنكبوتية.
هذه الرسائل عبارة عن دعاية أو إعلان تصويت لإحدى الاستفتاءات في موقع أجنبي .
ولا تكتف هذه الإعلانات بطلب التصويت .. بل إنها تقدم دلالات وشرح واف عن كيفية التصويت والدخول للموقع , ويذكر أصحاب هذه الرسائل أهمية مشاركتنا كعرب بها , فنحن على حد قولهم " غير متحضرين " , وذلك نتيجة عدم مبالاتنا بثقافة التصويت والاقتراع بالإضافة إلى الدراسات والبحوث العلمية.
هذه الرسائل عبارة عن دعاية أو إعلان تصويت لإحدى الاستفتاءات في موقع أجنبي .
ولا تكتف هذه الإعلانات بطلب التصويت .. بل إنها تقدم دلالات وشرح واف عن كيفية التصويت والدخول للموقع , ويذكر أصحاب هذه الرسائل أهمية مشاركتنا كعرب بها , فنحن على حد قولهم " غير متحضرين " , وذلك نتيجة عدم مبالاتنا بثقافة التصويت والاقتراع بالإضافة إلى الدراسات والبحوث العلمية.
ماذا تحوي هذه الاستفتاءات ؟
من بين تلك الاستفتاءات المنتشرة في عالم الرسائل, استفتاء هدفه اختيار أفضل رجل من بين عشرة رجال ومن بينهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى البيرت اينشتاين , كارل ماركس , النبي عيسى عليه السلام وغيرهم ...
من جهة أخرى هناك استفتاء آخر تجريه قناة ألبي بي سي على موقعها , يطلبون مشاركة المسلمين فيه حول سؤال: " هل يجب منع النقاب (الحجاب) بالمدارس ؟ "
بالإضافة إلى الاستفتاء الذي تجريه صحيفة فرانكفورت الألمانية الأوسع انتشارا في ألمانيا وهو كالتالي :
من الذي انتهك حقوق الإنسان ؟
1- إسرائيل باستعمال القنابل الفسفورية
2- حماس باستعمال دروع بشرية
3- الاثنان
4- لا أحد
علما أن حماس لم تستخدم الدروع البشرية في حرب غزة !
لذلك فالاستقصاء من أساسه خاطئ لأنه يفترض أمرا لم يحصل ويمرر بخبث معلومة زائفة
كأنك تقول:
من هو أفضل:
النصراني الذي يعبد المسيح
المسلم الذي يعبد محمدا
وتشغل الناس بالتصويت على المفاضلة بين الدينين معتقدين أن هدفك هو تشجيع التصويت للنصراني في حين أن هدفك الحقيقي والخفي هو إقناع الناس أن المسلم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم.
من جهة أخرى هناك استفتاء آخر تجريه قناة ألبي بي سي على موقعها , يطلبون مشاركة المسلمين فيه حول سؤال: " هل يجب منع النقاب (الحجاب) بالمدارس ؟ "
بالإضافة إلى الاستفتاء الذي تجريه صحيفة فرانكفورت الألمانية الأوسع انتشارا في ألمانيا وهو كالتالي :
من الذي انتهك حقوق الإنسان ؟
1- إسرائيل باستعمال القنابل الفسفورية
2- حماس باستعمال دروع بشرية
3- الاثنان
4- لا أحد
علما أن حماس لم تستخدم الدروع البشرية في حرب غزة !
لذلك فالاستقصاء من أساسه خاطئ لأنه يفترض أمرا لم يحصل ويمرر بخبث معلومة زائفة
كأنك تقول:
من هو أفضل:
النصراني الذي يعبد المسيح
المسلم الذي يعبد محمدا
وتشغل الناس بالتصويت على المفاضلة بين الدينين معتقدين أن هدفك هو تشجيع التصويت للنصراني في حين أن هدفك الحقيقي والخفي هو إقناع الناس أن المسلم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم.
قف! إنهم يستغلون سذاجتنا
1- من المعروف أن هذه المواقع تستفيد ماديا من كل زيارة لها فما بالنا إن أمنّا مليون زيارة لها؟؟ أليس هذا هدف الاستفتاءات المثيرة للجدل أصلا؟
2- ألا يساهم تصويتنا لها بإعطائها نوعا من المصداقية؟ لم لا تترك اليهود يصوتون مئة بالمائة حتى تنكشف مقدار مصداقيتها؟
3- هل بإمكاننا أن نثق بنزاهة التصويت؟ ألا يمكن أن تعدل الأرقام يدويا من قبل صاحب الموقع؟
4- استفتاءات الانترنت ولو كانت نزيهة لا تعكس الرأي العام لأنها تعبر عن رأي زوار الصحيفة فقط وليست مبنية على عينات إحصائية.. وبالتالي أي تشجيع للناس على التصويت فيها هو تشجيع للناس على الإيمان بأرقام لا تحمل أي قيمة علمية.
لفتة مهمة!
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا نقضي كل حياتنا مترقبين ماذا ينشر الأعداء عنا وما يجرونه من استفتاءات؟؟ وكأننا بحاجة إلى إثبات أمور بديهية والتصويت على موافقتها .. في كل مرة نظل نعترض بغوغائية و طيش ونرد على كل ما يمس بنا.. ومن ثم نعود فنرضى بالفتات ولا نجد أي حركة بل صمت مطبق كصمت القبور.. وأتكلم هنا عن طبقة من الناس ليست مستعدة أن تعطي دقيقة من وقتها أو فلسا من مالها لأي عمل من اجل قضيتها.. ومع ذلك تهتز آنيا لأجل هذه الرسائل فتتعاطف معها وتسعى للتصويت عليها.. هذا شيء صحي ولكن أين الايجابية؟؟ أين العمل؟؟أين الوعي تجاه قضايانا؟ لماذا نكتفي دائما أن ندافع عنها دون تقديم أي مساهمة من أجلها ؟
نقلته لكم لتعم الفائدة