العجيب من كل ما يحصل في سورية أن من يدير تظاهراتها يزعم أن لا علاقة له أصلا ً بأي تحرك ثم تراه فجأة يتقافز من قناة فضائية إلى أخرى متبنياً حركة الشارع ومطالب المتظاهرين والشد على عزائمهم محفّزا للهمم محوّلاً ميادين التظاهر إلى ميادين حرب دموية ..والأكثر عجبا .. ذلك الشارع المنصاع لهؤلاء المتقافزين دون انتباه لتصريحاتهم وخبراتهم التحليلية السطحية القائمة إما على الهوى الأحمق أو على الحقد القديم الناتج عن خلافات أثارها فرد من عوائلهم أو أثاروها هم بعينهم مع عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد وقد عفا عليها الزمن.. وأقول خلافات كي أرفع من مستوى موقفهم لحفظ ماء الوجه وإن قليلاً .. إنما هي في الحقيقة هرطقات لا تمت للسياسة أو الفكر الإنساني بصلة على الإطلاق حيث كانت ولا تزال على ما يبدو (هوبرة) أناس لم يستطع أحدهم تحقيق أي نوع من النجاحات سواء على الصعيد الشخصي أو العلمي أو الوظيفي أو العائلي ما دعاهم للفرار من المسؤولية تجاه أنفسهم أولا وعوائلهم التي دمرتها حماقاتهم فحمّلوا الأنظمة فشلهم وباشروا بمقارعة السلطات بحثاً عن يافطة تسطر أسماءهم كأبطال أو رموز حركات سياسية أو شعبية مزعومة و قد تصل في أقصاها إلى استعادة لأمجاد سلطة قديمة لعوائلهم .. في الوقت الذي كان بإمكانهم فيه الحصول على شهادات عليا لمن لم يحصل والدخول في أعصاب الأنظمة والنضال من خلال مناصب يمكن أن يصلوا إليها بذكاء ليسدوا الثغرات التي يطبلون بوجودها في الأنظمة من خلال العمل على الإصلاحات شيئا فشيئا دون مواجهة لا نتائج لها سوى التأخير في عملية الإصلاح وإضافة فشل على فشلهم في جرّ حماس الشباب إلى هاوية خاوية تمثلوها قدوة لهم .. هذا في حال أن حقوق الإنسان ومصلحة المواطن تهمهم أساساً ..
على كل حال .. أعود للشارع المنساق لهذه الأسماء الموتورة بشخوصها وتواريخها دون الانتباه إلى المحرك الرئيس الذي غرر بالجميع من ناشطين تقدميين لايرون أبعد من أنوفهم ويعتقدون أنهم جهابذة فكر في الوقت الذي يصدرون تصريحات تدعو للغسل اليدين من مستوى وعيهم وخوائهم الفكري والحزن على ما آل إليه الوعي الجماهيري المنساق خلفهم ..
سأحاول قدر الإمكان استحضار بعض التصريحات العائدة لمن( تفركش) بهم جهاز التحكم الذي شاءت الأحداث له أن لا يهدأ منذ أشهر بغية متابعة المجريات المتسارعة عسى أن أتمكن من الإحاطة وان قليلا بما يحدث في صحبة الفرح والخيبة معاً.. مستعرضاً تصريحات بعض خبراء التحليل السياسي الذين نصّبوا أنفسهم قيادات للشارع السوري طالما أن البل وصل للذقن بصرف النظر عن بقية الخبراء العرب مع الإقرار بضرورة عرض تصريحاتهم في غير موضع..ثم أعود للموضوع الرئيس المتعلق بالجهة التي غررت بالخبراء ومن أبحر معهم من عامة الناس ..
الخبير الأول . . ظهر على البي بي سي وهو (الدكتور ) عبد الرزاق عيد من باريس ممثلاً لإعلان دمشق وأتحفني شخصياً بمقولة لها أن تدخل في كتاب وددت لو أنه يحمل عنوان العجب العجاب يا أولي الألباب عوضا عن كتاب غينيس تقول : أن ثمة اتفاقاً بين إسرائيل وسورية وحزب الله ضد تحرك الشارع العربي المتظاهر لطلب الحرية والإصلاح وعلى الأخص أهالي درعا غايته أي الاتفاق أن تصعّد سوريا وحزب الله العنف في درعا ليتسنى لإسرائيل قصف الفلسطينيين على هواها إذا انتشر بين أهالي درعا خبر أن النظام السوري استخدم 3000 عنصر من حزب الله في قمع المتظاهرين المعتصمين في الجامع العمري ..
هل ثمة تحليل أكثر عجباً من دكتوراه تمثل إعلان دمشق ؟؟ هل ثمة غباء يفوق هذا الغباء السياسي الموتور ؟؟ ثم ينهال تهكما على شخص الرئيس الأسد ساخرا من طوله حين قال انه أعطاه وقتا بطوله للإصلاح في الوقت الذي أعماه حقده عن النظر إلى هيئته القزمة عرضاً بغير طول والتي تذكّر بمقولة النّوّاب (تكرّش حتى عاد بلا رقبة )..
الخبير الثاني وفي ذات الجلسة التحليلية كان عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس الذي استفاض فيضاً (في) غيضِ سهولة تغيير الحكومة السورية الفاسدة والتي أسهب في تفصيلها وتوصيفها أحد الصحفيين المشاركين في الجلسة وقد وافقه على ذلك وأوجز بدوري هنا ذلك التوصيف ما مفاده أن مكونات الحكومة في سوريا تتألف من 50% من السكان بدءا من عامل التنظيفات وانتهاء بما دون رئيس الجمهورية ..
لن أعمل هنا على إدراج إحصائيات إنما سأكتفي بما قاله وبما وافق عليه و قد أكد بناء على ذلك أن أمر تغيير هذه الحكومة بسيط جدا ً .. يريد أن يغير 50% من سكان سورية وببساطة شديدة .. وكأن المسألة مسألة تصفح لمدونة أو لصفحات صحيفته .. والأكثر عجبا ً انه يعلم فيما لا يقبل الشك أن النصف المتبقي من السكان هو تابع للنصف الأول من قبيل القرابة أو التعايش الاجتماعي أو العلاقة النفعية التي لا يمكن بترها تحت كل الظروف اشتراكية كانت أم أممية أم إسلامية أم ما يشاء .. فقد نخر الفساد بنيتهما معا ً فكم من السهل إعادة تربية نصف لا ينفصل عن الحكومة لنستبدل به الـنصف الأول موضوع التغيير ؟؟! ومضى عطوان بخفة ظل حقوقية دون أن يتحفنا بالطريقة السهلة البسيطة التي تستطيع تغيير نصف المجتمع السوري بسرعة ولا يعرفها الرئيس الأسد عساه يسدي له خدمة لن ينساها كرئيس ولن ننساها كأمّة تحتاج لذلك التغيير ؟؟ بدلاً من تحميله مسؤولية فساد الحكومة التي تمثل نصف المجتمع برأيه وكل المجتمع برأيي .. مضيفاً أنه أمهل الرئيس الأسد 10 سنوات لإصلاح ما فسد دون التنويه وان من قبيل الزعم بشيء من الضمير بأن الأسد خاض معركة يعجز عنها أعتى العتاة منذ الأشهر الأولى لتوليه الحكم ولم تخف وطأتها إلا مع انتهاء حرب تموز 2006 وما لتلك المعركة من ذيول تلاحقه لغاية اليوم سواء من تيار 14 آذار أو من بعض الدول المرتبطة بأمريكا أو من الناشطين السياسيين والحقوقيين الذين شرعوا يفعّلون نشاطاتهم بتمويل من تلك الجهات والدول وشخوصها .. فلو انه قال أن الأسد باشر بالحكم فعليا على صعيد الإصلاح منذ عام 2007 لقلنا بمصداقية مساعيه كصحفي يذكّر الرئيس بضرورة المسارعة في الإصلاح .. بعيدا عن التشنج و الهجوم المغرض المتواطئ مدفوع الأجر لأن 3 سنوات لن تمكن أي رئيس في الكون من إصلاح أمة ٍ فسدت حتى في عقيدتها الدينية ..
ثم ينفعل في توصيف النظام القديم قائلا انه نظام عواجيز وهو نظام بالي ويجب أن لا يؤخذ به وكأنه هو اليافع المتقد (شبوبية ) فعل بها الهرم مافعل .. كيف لا نأخذ بهم ونأخذ بشبوبية الهراء التي تصرح مثل هذا التصريح
الخبير الثالث ..كان عمار عبد الحميد الناشط السياسي السوري على قناة الحرة .. يريد انتخابات حرة مراقبة دوليا .. ويعتبر أن الرئيس السوري عاجز ولا يصلح أن يكون رئيسا ونظامه لا شرعي .. لماذا ؟؟ قال : لأن النظام الحالي على ما يبدو يعمل بعقلية النظام السابق ذاته .. من قبيل التفاجؤ .. يتفاجأ برد فعل النظام اليوم ؟؟ هل ثمة أغبى من ذلك ؟؟ ما هي إلا شهادة بأنه كان يعتبر النظام الحالي نظاما جيدا ومغايرا لنظام الأسد الراحل .. لم تشن عليه كل هذا الحقد اذا ً؟؟ لماذا ناصبته العداء وحرضت عليه الشارع ؟؟ .. شخصيا لا أجد إجابة على ذلك سوى انه يريد منصبا أو أن أحدا وعده برئاسة أو دفع له مبالغاً مخرسة لضميره .. يقول إن الشباب اكتشفوا العصا السحرية التي لم يكتشفها الرئيس .. فعلاً .. تخريب الممتلكات وإحراق السيارات ودار القضاء ومديرية مكافحة المخدرات والهجوم على الشرطة بالحجارة مع هتاف سلمية سلمية .. كل ذلك كان العصا السحرية ..
الأسوأ من ذلك أنه و في رد على مداخلة للمستشار السوري أحمد حاج علي الذي أكد أن ثمة تحقيقات ستتكشف عنها حقيقة ما جرى في درعا خلال يومين فلننتظر لنتبين ما حصل قبل اتهام النظام هكذا .. قال إن الحكومة السورية أطلقت أحكامها قبل التحقيق فيما جرى بدرعا في نسبة أعمال العنف إلى جماعات مجهولة في الوقت الذي لم يتوقف فيه عن إطلاق الأحكام على الرئيس الأسد منذ بداية ظهوره على الشاشة .. فالأسد سلفا ً لن يقوم بكذا وكذا وكذا رغم إن المذيع أكد له مرارا أنه أقال محافظا وشكل لجنة للتحقيق وأعطى الأوامر لملاحقة أي مسؤول عما جرى في درعا .. فكان حكمه على الأسد أنه لا ينوي العمل في كل ما صرح به .. هل وصل الأمر بالناشطين السياسيين موصل استغبائنا إلى هذه الدرجة .. يناقضون تصريحاتهم في الجملة ذاتها .. يريد مثلا انتخابات حرة وبمراقبة دولية .. ويتهمون سوريا بتسويات دولية إسرائيلية أمريكية أوربية إيرانية .. دولية ماذا يا أمم ؟؟ طالما انه يمتلك كل الأوراق الدولية كما يزعمون عبر التسوية فأي دولة ستراقب إلا على ما يشاء ؟؟ ثم قال له المذيع ماذا لو نفذ الأسد ما وعد به فعلا .. فأجاب : ستكون معجزة .. حتى وإن كانت فيجب أن تكون معجزة حقيقية ..
.. معجزة ؟؟ ما معنى هذا ؟؟ .. هذا لا يعني سوى أمر واحد أنهم يعلمون جيدا استحالة التنفيذ لما بلغ من فساد في نفوسهم هم أول الناس .. وان كان بشار الأسد عاجز عن الإصلاح فمن المؤهل لاستحضار المعجزة .. شرذمة حاقدة لا تفقه أبجديات العمل السياسي ؟؟
الخبير الرابع ..علي صدر الدين البيانوني وقد ظهر منذ أيام وقبل أي تحرك تظاهري في الشارع السوري .. بلغ فيه استغباء الناس مبلغا قال فيه إن على الرئيس الأسد إيجاد حل إبداعي سريع .. لأنه قد تأخر وقد انتظره بدوره 11 سنة ..
إبداعي يا أمة محمد ؟؟ ما يعني أن كل الطرقات والطرق مستحيلة ولن تأتي بحل للأزمة التي سيواجهها .. لا حلول كلاسيكية أو منهجية أو تجريبية أو عملية قيلت أو نفذت أو جربت في البشرية يمكن الاعتماد عليها .. أليس هذا هو العجب العجاب .. يطالبه بحل ( تعجيزي ) وسريع.. وحالاً ...!!
الطامة الكبرى فيما قال البيانوني انه يوافق على المدنية الديمقراطية والقانون المدني في سورية تيمنا بفرنسا وهو أحد أهم مطالب حزبه الإسلامي المتطرف .. فهل ركبوا رياح التغيير لدرجة تغيير الكتاب والسنة ؟؟ أي مدنية فرنسية وديمقراطية أمريكية يقبل بها الكتاب والسنة .. وأبعد من ذلك حين رشح للرئاسة أسماء أكثر عجبا من المدنية الفرنسية الإسلامية وأولهم كان رياض الترك .. شيوعي متطرف .. يعني بمنظور المسلمين ملحد لا يعترف بوجود الله .. وكرر اسمه أكثر من مرة .. حزب الإخوان المسلمين يرشح رياض الترك الشيوعي المتطرف لرئاسة الجمهورية .. هنا الابداع السحري المطلق .. من هدى من ياترى ؟؟ هل اهتدت جماعة الأخوان إلى الإلحاد أم أن الملحدين أسلموا لم أفهم ؟؟ أن يتعايشوا سوية تحت ظل رئاسي واحد هذا أشبه بمعجزة عمار عبد الحميد العجيبة ..
الخبير الخامس .. هو محمد فتوح مدير تحرير موقع الشرق الأوسط والذي كان أكثرهم عبقرية حيث قال كيف ترسل السلطة السورية وفدا للحوار مع المحتجين على النظام في درعا يتألف من مسؤولين وضباطاً كبارا .. متباكيا ً منددا بعدم مصداقية النظام في الحوار جراء إرساله وفداً كهذا .. عجبي ..!! ممن يريد أن يتكون الوفد .. من هيلاري كلينتون مثلا ً ؟؟ الاحتجاجات ضد النظام والحوار مع النظام والمطالب من النظام .. من سيرسل لك النظام ... البيانوني وعبد الباري عطوان ؟؟ .. وأنا على ثقة من أنه لو أرسل أيا كان سيتهمونه بالعمالة للنظام والاستزلام لرأس النظام ..
الخبير السادس .. ريبال رفعت الأسد ...... يا نااااااااااس .. ابن رفعت الأسد يدافع عن حقوق الإنسان في سوريا .. ويتهم النظام الحالي بالقمعي .. لن أعلق أكثر من ذلك .. كلنا تخمة ذاكرة بالقائد رفعت وسرايا الدفاع..
الخبير السابع.. مأمون الحمصي الذي وجه تهديدا مباشرا لحزب الله وبلغة عنيفة مفاده أن يأمر الـ 3000 عنصر المقتحمين لدرعا بالعودة في الباصات ذاتها التي قدموا على متنها من لبنان وإلا سيكون مصيرهم غير معروف .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. هل وصل بالحمصي الجنون هذا الموصل الدونكيشوتي ؟؟
الخبير الثامن.. رضوان زيادة من واشنطن أستاذ في جامعة جورج واشنطن يتهم سوريا بجرائم إنسانية .. ويحصي عدد القتلى كغلّة استطاعوا كسبها وكأن أرواح الناس يجب استباحتها لتصل إلى عدد محدد كي يحصلوا على اجتماع لمجلس الأمن .. ويؤكد أنه أمام التجارب نفسها وهي نسخة مطابقة لما حصل في ليبيا .. يلعب على وتر أن الرئيس لم يظهر لغاية الآن .. وكأنه يختبئ أو يخشى من أنشوطات موتوره ولا يعترف بمسؤولية مستشارة رئيس الجمهورية حين أبلغتنا عن القرارات الاصلاحية التي أقرها السيد الرئيس بل يريد أن يظهر الدكتور بشار شخصيا كي يكتمل لديه ولدى جماعاته المتطرفة السيناريو المرسوم للرؤساء العرب كما حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن الظهور الأول والثاني والثالث ثم السقوط غير مدرك أن الأسد لاتنطلي عليه مكائد كبار أعضاء الكونغرس الأمريكي الذي يطالب أوباما بدعم المعارضة السورية وفحول الكينيست الإسرائيلي لتنطلي عليه حيل النكرات الملتصقة بأقفيتهم الناشئة على أيديهم ..
الخبير التاسع .. لؤي حسين .. الذي قدّم رفاقه قادة رابطة العمل الشيوعي للأمن حين تورطوا ببيان مراهقة سياسية تحريضية عام 84 19 و خلال أقل من أسبوع ليصل عددهم إلى 40 شخصاً .. معترفا عليهم بالاسم والشكل في سيارة أمن تجول الشوارع فيشير لهم على القياديين واحدا تلو الآخر منهم من يعرف اسمه الحقيقي ومنهم من لا يعرفه سوى بالشكل ومنهم من لا علاقة له بالتنظيم سوى أنه صديق ليس له في السياسة سوى التباهي .. ولن آتي على ذكر تصريحاته ولا تصريحات الخبير العاشر هيثم مناع الذي كان نكرة الحزب ومحط سخرية رفاقه لما لديه من آراء ساذجة سطحية وادعاء فكري ثقافي لا يمتلك منه سوى العناوين وما تتقاذفه أنصاف المعارف بين طاولات المثقفين ولن أعلق على تصريحاته الخرقاء الأشبه بالنباح ..
كثر هم خبراء الأسطحة والذين سيحتاج ذكرهم لمجلد كبير ساكتفي بذكر بعضهم كأسامة الملوحي الذي جن جنونه لعدم استجابة الشعب السوري للتظاهر ضد بشار الأسد داخل وخارج سوريا وهيثم المالح الذي يؤكد على امتداد التظاهرات إلى دمشق خلال اسبوعين قادمين وأن تصريحات الرئاسة كاذبة ومضلله وهو الصادق الأمين ..ومحمد العبد الله الذي يتباكى على أبيه وأخيه ويعتبر أن السلطة تستخف بعقول الناس في الوقت الذي لم يكف فيه لحظة عن الاستخفاف بعقولنا مشعلا الفتنة بالمزيد من الدعوات التحريضية المشحونة بالحقد والكراهية العمياء مستحضراً أحداث حماة بعد أن هدأت اضطرابات درعا ليشعلها من جديد .. والأكثر سخفا استعطاف الناس بقوله أن طل الملوحي طفلة لديها من العمر 19 عاما .. كم من سيدة متزوجة في مجتمعاتنا الاسلامية لديها أولاد في هذا العمر ولديهن من النضج ما يجعلهن أمهات مربيات لأجيال فإذا كانت الطفولة في العشرين وهو لم يتجاوز الثلاثين فنحن نتعامل اذا مع مراهق وهذا ما جعلنا نكاغي له ونستوعبه بالتأكيد حين قال وهنا الطامة الكبرى أنه يريد أن يروي النكات و النظام يقمعه .. وأنه ضد الهدوء الذي انتهت اليه درعا .. يدفع الناس إلى الموت لكي يمزح .. ولولا اعتباره أن الطفولة البريئة ضمن سن العشرين لعتبت عليه أشد العتب إنما لن أعتب على أطفال يطالبون باللعب والمزاح وان كان على دماء الناس ..
أما عن أيمن الأسود الذي سوّد وجه سوريا بكل مداخلاته على مدى اسبوع وبلغ فيه الحماس مبلغ الخلط مابين الجامع العمري بدرعا والمسجد الأموي في دمشق ويعتبر فيما رشقنا من اعتبارات أن الأسد يقف مع شعب درعا على رمال متحركة جراء القرارات التي أقرها من اصلاح اداري واجتماعي .. ويقول .. صحيح أن عشرات الآلاف التي أيدت الرئيس ليل الخميس أي قبل جمعة العزة بساعات لن توافق على قراراته ولن تلق قبولا ولا بشكل من الأشكال في الوقت الذي تهتف له درعا برمتها تأييدا وشكرا ويؤكد أن ما صرحت به المستشارة الرئاسية لا يلبي طموحاته ولن يقبل بأية تسوية .. لدرجة ان المذيعة سألته ماذا لو ألغي قانون الطوارئ وأفرج عن المعتقلين وتحققت كل مطالبكم كيف سيكون وقع ذلك عليكم ؟؟ قال سنستمر في المطالبة بالحرية ... يا أمة محمد .. ماذا يريد هؤلاء وما الذي يرضيهم .. ؟؟
لست أدري من أين جاء كل هؤلاء ومن أوكلهم بالدفاع عن الشعب السوري مازن ونضال درويش .. سهير الأتاسي وحسيبة العجيبة .. ود.لاذقاني وياسر العيتي المشكك بمصداقية الرئاسة .. ويريد اجراءات فورية لست أفهم ماهية الفورية التي يتحدثون عنها ..يا أخي سأفترض أننا حققنا مبتغاكم وأقلنا النظام والرئيس هل ستصلحون بفورية وهل لنا أن نعلم مدى الفورية يعني ساعات أيام سنوات لست أفهم .. فإذا لم تكن ساعات أو أيام اسبوع أو اسبوعين كما يتنطح معظمكم كيف لنا أن نمهلكم بعد دمار وتخريب وقتلى كخسائر ثورة وأمامنا الخيار بإمهال النظام دون سفك الدماء وإعمال الفوضى ؟؟ فبأي فورية تطبلون ...
د.عدنان عودة يقفز من جحر ما ليتحدث باسم الفنانين السوريين طارحا نفسه كاتبا للسيناريو قائلا أن كل الفنانين السوريين كانوا مع الثورة ولكنهم يخشون من الظهور في الشارع من المخابرات السورية كونهم مشاهير ولست أفهم كيف لأحمق كهذا أن ينسب لفناني سوريا هذا الموقف وهم أكثر الناس معرفة بمواقف الأسد وأكثر العقول قدرة على التمييز ما بين ضرورة الاصلاح وخراب الإملاءات الخارجية ولن يقفوا أي موقف مخرب لن يحقق مكاسبا إلا لجهات مغرضة لايعنيها فساد ولا مواطن .. إضافة إلى مصطفى أوسو وخلدون الأسود وما هب ودب ممن يدفعون البلاد للدماء ويتاجرون بدماء الأطفال والبشر خلف رايات حقوق الانسان وشعارات الاصلاح الزائفة ..
حين خرجت السيدة بثينة شعبان عبر مؤتمر صحفي رسمي لتعلن عن قرارات رئاسية مفادها محاسبة المسببين والمقصرين في درعا وزيادة الرواتب 25% و1500 ليرة لكل الرواتب تحت الـ10 آلاف وتثبيت العاملين بعقود والضمان الصحي واحداث آليات جديده لمحاربة الفساد في اصدار تشريعات ودراسة انهاء العمل بقانون الطوارئ واقرار قانون الأحزاب وقانون جديد للإعلام ..وتعديل المرسوم 49 المتعلق بالمناطق الحدودية .. وتعزيز سلطة القضاء ومنع التوقيف العشوائي انتفض عليها حملة هموم الشعب العتاة وعلى رأسهم المالح وغسان نجار الذي كان يشغل منصب أمانة سر نقابة المهندسين معتبرا ان كل تلك القرارات كاذبة ومضلله لإرادة الجماهير .. ثم قفز صلاح بلال الكاتب والاعلامي المقيم في ألمانيا ليقول انتظرنا 40 عاما ولن ننتظر أكثر ولا يعتبر السيدة بثينة ناطقا باسم الرئاسة بل يريد أن يخرج إليه الرئيس شخصيا ويخبره عن تلك القرارات وأنا أكيد من أنه إن ظهر بل وأن زاره إلى البيت لن يوافق على قراراته وسيتهمه بالخداع ... ولن يرضيه ذلك .. ثم يعتبر بأن الكشف عن جماعات مخربة كذبة لا تنطلي عليه وماهم سوى عناصر أمنية ستزعم انها من الخارج في حال ظهروا باعترافات مفبركة على القنوات الفضائية بعد ظهور الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي مؤكدا أن هنالك جماعات لا تخرب فحسب إنما تملي وتعطي أوامر من الخارج فهل يعتبر أن البوطي جهة أمنية ؟؟
على الرغم من كل الوضوح فيما تفصّل لنا تلك التصريحات وما تفصله المجريات في الشارع لم يكف أصحاب الرايات الانسانية عن تحريض العامة شبابا وشيبا نساء وأطفالا للخروج والثورة ضد الأسد .
في السياق التحريضي ذاته لا بد لي أن أتساءل .. أين الانسانية في زج الأطفال ضمن مظاهرات سياسية مناهضة لنظام يؤكدون على استبداده ويدركون فيما لا يقبل الشك أن المتظاهرين سيتعرضون لعنف إذا حصل أي تصعيد من المتظاهرين وفي أقل تقدير سيطلق عليهم الغاز المسيل للدموع والذي لا تحتمله صدور الرجال فما بالك بالأطفال .. بل ويمعنون في دفع الناس لإخراج أطفالهم رغم ما وصلت اليه المواجهات من ضحايا .. ليستمروا بالتساقط واحدا تلو الآخر .. يا اخي الا يخشون في أدنى الأحوال من تدافع المتظاهرين ما يودي بالأطفال إلى مقتل .. ؟؟
من جانب آخر وهو الأهم .. كلنا لدينا أبناء تخشى عليهم .. كيف لعاقل أو مجنون أن يصدق أن الأطفال الذين كتبوا على الجدران عبارات ضد بشار الأسد وعن اسقاط النظام كتبوا ذلك بدافع التقليد أو بدافع شخصي ؟؟ مستحيل .. ثمة من دفعهم لذلك .. والأمن لا بد له من التحقيق معهم ليضع يده على من دفعهم وغرر بهم ..
دعاة الانسانية يقولون ان الأطفال كانو يعبرون عن حريتهم وأن لديهم مطالبا .. وأحدهم وبمنتهى الغباء وهو الخبير الأول عبد الرزاق عيد قال تصور أن أطفالا دون سن العاشرة يعانون من استبداد بشار الأسد وفساد حكومته فما بالك بالكبار .. يارجل .. اتق الله فينا .. وكتلة الغباء التي تمتلكها مؤذية أكثر من بسطار عسكر .. من تعتقدنا .. كيف لمتابع أن يقتنع أن الطفل محمد المسالمة رحمه الله البالغ من العمر 12 عاما (بناء على ما أذيع ) يعي معنى قانون الطوارئ وشعارات الدفاع عن المعتقلين السياسيين وحقوق الانسان ؟؟
كيف لمنتبه أن يغفل عن أن ما قيل عنهم جماعات مندسة ماهم سوى عناصر من حركة الأخوان المسلمين والتي لا تقل دموية عن دموية رفعت الأسد ولها في الذاكرة ماله إن لم يكن أكثر وخصوصا أنهم أعلنوا عن المجابهة المسلحة في غير موضع .. سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو على بعض القنوات الفضائية ؟؟
كيف لا ينتبه أي مهتم ممن خرج محتجا ً في درعا ومن يفكر أن يخرج في باقي المحافظات إلى ذلك التلاحم المفاجئ مابين الشيوعيين المتطرفين وجماعة الأخوان المسلمين الذين يعتبرونهم كفرة ملحدون ؟؟
كيف لم ينتبه أحد ممن تابع الحراك العربي أن القاسم المشترك بين كل الاضطرابات التي حدثت والتحريض المستميت للشارع العربي للإنقلاب على حكوماته هو ضغط الأخوان المسلمين واللعب على وتر الاسلام كورقة رابحة لغاياتهم في امة مسلمة لا تعرف بمعظمها من الاسلام سوى شهادة ان لاإله إلا الله محمد رسول الله وما يبث لها من فتاوى وشعارات بعيدة عن جوهر الإسلام لدرجة أنهم استطاعوا اقناع معظم الشارع الاسلامي بالحرب على بعضه البعض ومباركة الاحتلال الأجنبي لبلادنا العربية بحجة الاستغاثة والاستنجاد لتغليب فريق على آخر وبدعوة من مسلمين ضد مسلمين والزغردة على دماء القتلى كما حصل في ليبيا حاليا وفي العراق سابقا و الذين هم بالمحصلة أبناء عمومة وأخوال وخالات في الوقت الذي ينهاهم دينهم الاسلامي عن الاقتتال فيما بينهم فما بالك باستخدام من يتهمونهم بأنهم أعداء الله ومشركين بالله و ملحدين وما إلى ذلك من اتهامات ..
إن أهم ما يؤكد دور تلك المجموعة هو عملهم المتقن في العالم العربي وخرقهم لكل الجمعيات والحركات التقدمية وجماعات حقوق الانسان وغيرها من جمعيات و روابط وهيئات ومؤسسات اعلامية وحاجة الصهاينة في الكونغرس إلى أمثالهم بعد عجز سياساتهم من السيطرة على القرار السوري المقاوم كجماعة نشأت على استباحة الدم ولا يربطها رابط عقائدي أو إيماني سوى سفك الدماء وأخص بذلك هنا الحركة في سورية تحديدا والتي تشهد عليها كل دماء الأبرياء التي قضى أصحابها عبر سلسلة التفجيرات والاغتيالات التي قاموا بها ضد الشعب السوري الذي يرفعون له اليوم شعارات الحقوق والحرية.. ذلك الاجماع في بداية كل تظاهرة على أنهم بعيدون كل البعد عن حركة الشارع في الوقت الذي نجدهم يدخلون في قلب التظاهرات ويدعمونها ماليا واعلاميا ويصعدون سقف المطالب بعد توريطهم لكبش موتور يدفعونه للموت كي يضمنوا القدرة على تحريض الشارع لنصرة أقرباء الكبش وتهييج من لم يكن ينوي التظاهر عبر تهويل الحدث وان الأمن بدأ بالقتل والترويع بين صفوف المسالمين في الوقت الذي يعتم على القتلى من عناصر الأمن وعلى أعمال التخريب والأذى الذي ألحقوه بالممتلكات وقوات الأمن التي هي بالمعظم من الأهالي وفيهم أقرباء للمتظاهرين بنسبة تزيد عن 80% .. وأن كل استجابة للمطالب إما متأخره أو كاذبة ..
إن العجب العجاب في كل ما سبق وما سيلي لأخف وطأة من عجائبية انقياد المواطم السوري وبخاصة في درعا لمثل هؤلاء حين نعلم أن أهل درعا لديهم من الذكاء ما يجعلهم في المقدمة دوما ً وفي كل المجالات .. لا تنطلي عليهم حيلة محتال ولا مكيدة كائد سواء أكانوا يحملون شهادات جامعية عليا أو فطرة ذهنية اجتماعية .. وأتمثل بما تمثل به الدكتور البوطي ( جزاه الله كل خير على خطبته الرائعة عن مسؤولية الأمة تجاه الحدث ) قائلا ً: إذا كان الغراب دليل قوم ٍ يمرّ بهم على جيف الكلاب
إن فساد الدولة ما هو إلا فسادنا نحن فهي منا ونحن منها ولا يصلحها لا عبد الباري عطوان ولا أي عبد آخر إن لم نتكاتف جميعا ونبدأ في اصلاح ذواتنا أولا ونفهم أن مثل هؤلاء الدعاة ليسوا سوى زيتا يصب على النار .. يشعلون فتنة الاصلاح ولا صلاح فيها .. مهما زينوا شعاراتهم وأطنبوا بدعواهم للحرية .. الحرية في العمل على أنفسنا على وعينا على حميتنا غير المنحازة إلا لصالح وطننا وفاعليتنا كمواطنين .. حين نكون شرفاء ستكون حكوماتنا شريفة..
على كل حال .. أعود للشارع المنساق لهذه الأسماء الموتورة بشخوصها وتواريخها دون الانتباه إلى المحرك الرئيس الذي غرر بالجميع من ناشطين تقدميين لايرون أبعد من أنوفهم ويعتقدون أنهم جهابذة فكر في الوقت الذي يصدرون تصريحات تدعو للغسل اليدين من مستوى وعيهم وخوائهم الفكري والحزن على ما آل إليه الوعي الجماهيري المنساق خلفهم ..
سأحاول قدر الإمكان استحضار بعض التصريحات العائدة لمن( تفركش) بهم جهاز التحكم الذي شاءت الأحداث له أن لا يهدأ منذ أشهر بغية متابعة المجريات المتسارعة عسى أن أتمكن من الإحاطة وان قليلا بما يحدث في صحبة الفرح والخيبة معاً.. مستعرضاً تصريحات بعض خبراء التحليل السياسي الذين نصّبوا أنفسهم قيادات للشارع السوري طالما أن البل وصل للذقن بصرف النظر عن بقية الخبراء العرب مع الإقرار بضرورة عرض تصريحاتهم في غير موضع..ثم أعود للموضوع الرئيس المتعلق بالجهة التي غررت بالخبراء ومن أبحر معهم من عامة الناس ..
الخبير الأول . . ظهر على البي بي سي وهو (الدكتور ) عبد الرزاق عيد من باريس ممثلاً لإعلان دمشق وأتحفني شخصياً بمقولة لها أن تدخل في كتاب وددت لو أنه يحمل عنوان العجب العجاب يا أولي الألباب عوضا عن كتاب غينيس تقول : أن ثمة اتفاقاً بين إسرائيل وسورية وحزب الله ضد تحرك الشارع العربي المتظاهر لطلب الحرية والإصلاح وعلى الأخص أهالي درعا غايته أي الاتفاق أن تصعّد سوريا وحزب الله العنف في درعا ليتسنى لإسرائيل قصف الفلسطينيين على هواها إذا انتشر بين أهالي درعا خبر أن النظام السوري استخدم 3000 عنصر من حزب الله في قمع المتظاهرين المعتصمين في الجامع العمري ..
هل ثمة تحليل أكثر عجباً من دكتوراه تمثل إعلان دمشق ؟؟ هل ثمة غباء يفوق هذا الغباء السياسي الموتور ؟؟ ثم ينهال تهكما على شخص الرئيس الأسد ساخرا من طوله حين قال انه أعطاه وقتا بطوله للإصلاح في الوقت الذي أعماه حقده عن النظر إلى هيئته القزمة عرضاً بغير طول والتي تذكّر بمقولة النّوّاب (تكرّش حتى عاد بلا رقبة )..
الخبير الثاني وفي ذات الجلسة التحليلية كان عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس الذي استفاض فيضاً (في) غيضِ سهولة تغيير الحكومة السورية الفاسدة والتي أسهب في تفصيلها وتوصيفها أحد الصحفيين المشاركين في الجلسة وقد وافقه على ذلك وأوجز بدوري هنا ذلك التوصيف ما مفاده أن مكونات الحكومة في سوريا تتألف من 50% من السكان بدءا من عامل التنظيفات وانتهاء بما دون رئيس الجمهورية ..
لن أعمل هنا على إدراج إحصائيات إنما سأكتفي بما قاله وبما وافق عليه و قد أكد بناء على ذلك أن أمر تغيير هذه الحكومة بسيط جدا ً .. يريد أن يغير 50% من سكان سورية وببساطة شديدة .. وكأن المسألة مسألة تصفح لمدونة أو لصفحات صحيفته .. والأكثر عجبا ً انه يعلم فيما لا يقبل الشك أن النصف المتبقي من السكان هو تابع للنصف الأول من قبيل القرابة أو التعايش الاجتماعي أو العلاقة النفعية التي لا يمكن بترها تحت كل الظروف اشتراكية كانت أم أممية أم إسلامية أم ما يشاء .. فقد نخر الفساد بنيتهما معا ً فكم من السهل إعادة تربية نصف لا ينفصل عن الحكومة لنستبدل به الـنصف الأول موضوع التغيير ؟؟! ومضى عطوان بخفة ظل حقوقية دون أن يتحفنا بالطريقة السهلة البسيطة التي تستطيع تغيير نصف المجتمع السوري بسرعة ولا يعرفها الرئيس الأسد عساه يسدي له خدمة لن ينساها كرئيس ولن ننساها كأمّة تحتاج لذلك التغيير ؟؟ بدلاً من تحميله مسؤولية فساد الحكومة التي تمثل نصف المجتمع برأيه وكل المجتمع برأيي .. مضيفاً أنه أمهل الرئيس الأسد 10 سنوات لإصلاح ما فسد دون التنويه وان من قبيل الزعم بشيء من الضمير بأن الأسد خاض معركة يعجز عنها أعتى العتاة منذ الأشهر الأولى لتوليه الحكم ولم تخف وطأتها إلا مع انتهاء حرب تموز 2006 وما لتلك المعركة من ذيول تلاحقه لغاية اليوم سواء من تيار 14 آذار أو من بعض الدول المرتبطة بأمريكا أو من الناشطين السياسيين والحقوقيين الذين شرعوا يفعّلون نشاطاتهم بتمويل من تلك الجهات والدول وشخوصها .. فلو انه قال أن الأسد باشر بالحكم فعليا على صعيد الإصلاح منذ عام 2007 لقلنا بمصداقية مساعيه كصحفي يذكّر الرئيس بضرورة المسارعة في الإصلاح .. بعيدا عن التشنج و الهجوم المغرض المتواطئ مدفوع الأجر لأن 3 سنوات لن تمكن أي رئيس في الكون من إصلاح أمة ٍ فسدت حتى في عقيدتها الدينية ..
ثم ينفعل في توصيف النظام القديم قائلا انه نظام عواجيز وهو نظام بالي ويجب أن لا يؤخذ به وكأنه هو اليافع المتقد (شبوبية ) فعل بها الهرم مافعل .. كيف لا نأخذ بهم ونأخذ بشبوبية الهراء التي تصرح مثل هذا التصريح
الخبير الثالث ..كان عمار عبد الحميد الناشط السياسي السوري على قناة الحرة .. يريد انتخابات حرة مراقبة دوليا .. ويعتبر أن الرئيس السوري عاجز ولا يصلح أن يكون رئيسا ونظامه لا شرعي .. لماذا ؟؟ قال : لأن النظام الحالي على ما يبدو يعمل بعقلية النظام السابق ذاته .. من قبيل التفاجؤ .. يتفاجأ برد فعل النظام اليوم ؟؟ هل ثمة أغبى من ذلك ؟؟ ما هي إلا شهادة بأنه كان يعتبر النظام الحالي نظاما جيدا ومغايرا لنظام الأسد الراحل .. لم تشن عليه كل هذا الحقد اذا ً؟؟ لماذا ناصبته العداء وحرضت عليه الشارع ؟؟ .. شخصيا لا أجد إجابة على ذلك سوى انه يريد منصبا أو أن أحدا وعده برئاسة أو دفع له مبالغاً مخرسة لضميره .. يقول إن الشباب اكتشفوا العصا السحرية التي لم يكتشفها الرئيس .. فعلاً .. تخريب الممتلكات وإحراق السيارات ودار القضاء ومديرية مكافحة المخدرات والهجوم على الشرطة بالحجارة مع هتاف سلمية سلمية .. كل ذلك كان العصا السحرية ..
الأسوأ من ذلك أنه و في رد على مداخلة للمستشار السوري أحمد حاج علي الذي أكد أن ثمة تحقيقات ستتكشف عنها حقيقة ما جرى في درعا خلال يومين فلننتظر لنتبين ما حصل قبل اتهام النظام هكذا .. قال إن الحكومة السورية أطلقت أحكامها قبل التحقيق فيما جرى بدرعا في نسبة أعمال العنف إلى جماعات مجهولة في الوقت الذي لم يتوقف فيه عن إطلاق الأحكام على الرئيس الأسد منذ بداية ظهوره على الشاشة .. فالأسد سلفا ً لن يقوم بكذا وكذا وكذا رغم إن المذيع أكد له مرارا أنه أقال محافظا وشكل لجنة للتحقيق وأعطى الأوامر لملاحقة أي مسؤول عما جرى في درعا .. فكان حكمه على الأسد أنه لا ينوي العمل في كل ما صرح به .. هل وصل الأمر بالناشطين السياسيين موصل استغبائنا إلى هذه الدرجة .. يناقضون تصريحاتهم في الجملة ذاتها .. يريد مثلا انتخابات حرة وبمراقبة دولية .. ويتهمون سوريا بتسويات دولية إسرائيلية أمريكية أوربية إيرانية .. دولية ماذا يا أمم ؟؟ طالما انه يمتلك كل الأوراق الدولية كما يزعمون عبر التسوية فأي دولة ستراقب إلا على ما يشاء ؟؟ ثم قال له المذيع ماذا لو نفذ الأسد ما وعد به فعلا .. فأجاب : ستكون معجزة .. حتى وإن كانت فيجب أن تكون معجزة حقيقية ..
.. معجزة ؟؟ ما معنى هذا ؟؟ .. هذا لا يعني سوى أمر واحد أنهم يعلمون جيدا استحالة التنفيذ لما بلغ من فساد في نفوسهم هم أول الناس .. وان كان بشار الأسد عاجز عن الإصلاح فمن المؤهل لاستحضار المعجزة .. شرذمة حاقدة لا تفقه أبجديات العمل السياسي ؟؟
الخبير الرابع ..علي صدر الدين البيانوني وقد ظهر منذ أيام وقبل أي تحرك تظاهري في الشارع السوري .. بلغ فيه استغباء الناس مبلغا قال فيه إن على الرئيس الأسد إيجاد حل إبداعي سريع .. لأنه قد تأخر وقد انتظره بدوره 11 سنة ..
إبداعي يا أمة محمد ؟؟ ما يعني أن كل الطرقات والطرق مستحيلة ولن تأتي بحل للأزمة التي سيواجهها .. لا حلول كلاسيكية أو منهجية أو تجريبية أو عملية قيلت أو نفذت أو جربت في البشرية يمكن الاعتماد عليها .. أليس هذا هو العجب العجاب .. يطالبه بحل ( تعجيزي ) وسريع.. وحالاً ...!!
الطامة الكبرى فيما قال البيانوني انه يوافق على المدنية الديمقراطية والقانون المدني في سورية تيمنا بفرنسا وهو أحد أهم مطالب حزبه الإسلامي المتطرف .. فهل ركبوا رياح التغيير لدرجة تغيير الكتاب والسنة ؟؟ أي مدنية فرنسية وديمقراطية أمريكية يقبل بها الكتاب والسنة .. وأبعد من ذلك حين رشح للرئاسة أسماء أكثر عجبا من المدنية الفرنسية الإسلامية وأولهم كان رياض الترك .. شيوعي متطرف .. يعني بمنظور المسلمين ملحد لا يعترف بوجود الله .. وكرر اسمه أكثر من مرة .. حزب الإخوان المسلمين يرشح رياض الترك الشيوعي المتطرف لرئاسة الجمهورية .. هنا الابداع السحري المطلق .. من هدى من ياترى ؟؟ هل اهتدت جماعة الأخوان إلى الإلحاد أم أن الملحدين أسلموا لم أفهم ؟؟ أن يتعايشوا سوية تحت ظل رئاسي واحد هذا أشبه بمعجزة عمار عبد الحميد العجيبة ..
الخبير الخامس .. هو محمد فتوح مدير تحرير موقع الشرق الأوسط والذي كان أكثرهم عبقرية حيث قال كيف ترسل السلطة السورية وفدا للحوار مع المحتجين على النظام في درعا يتألف من مسؤولين وضباطاً كبارا .. متباكيا ً منددا بعدم مصداقية النظام في الحوار جراء إرساله وفداً كهذا .. عجبي ..!! ممن يريد أن يتكون الوفد .. من هيلاري كلينتون مثلا ً ؟؟ الاحتجاجات ضد النظام والحوار مع النظام والمطالب من النظام .. من سيرسل لك النظام ... البيانوني وعبد الباري عطوان ؟؟ .. وأنا على ثقة من أنه لو أرسل أيا كان سيتهمونه بالعمالة للنظام والاستزلام لرأس النظام ..
الخبير السادس .. ريبال رفعت الأسد ...... يا نااااااااااس .. ابن رفعت الأسد يدافع عن حقوق الإنسان في سوريا .. ويتهم النظام الحالي بالقمعي .. لن أعلق أكثر من ذلك .. كلنا تخمة ذاكرة بالقائد رفعت وسرايا الدفاع..
الخبير السابع.. مأمون الحمصي الذي وجه تهديدا مباشرا لحزب الله وبلغة عنيفة مفاده أن يأمر الـ 3000 عنصر المقتحمين لدرعا بالعودة في الباصات ذاتها التي قدموا على متنها من لبنان وإلا سيكون مصيرهم غير معروف .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. هل وصل بالحمصي الجنون هذا الموصل الدونكيشوتي ؟؟
الخبير الثامن.. رضوان زيادة من واشنطن أستاذ في جامعة جورج واشنطن يتهم سوريا بجرائم إنسانية .. ويحصي عدد القتلى كغلّة استطاعوا كسبها وكأن أرواح الناس يجب استباحتها لتصل إلى عدد محدد كي يحصلوا على اجتماع لمجلس الأمن .. ويؤكد أنه أمام التجارب نفسها وهي نسخة مطابقة لما حصل في ليبيا .. يلعب على وتر أن الرئيس لم يظهر لغاية الآن .. وكأنه يختبئ أو يخشى من أنشوطات موتوره ولا يعترف بمسؤولية مستشارة رئيس الجمهورية حين أبلغتنا عن القرارات الاصلاحية التي أقرها السيد الرئيس بل يريد أن يظهر الدكتور بشار شخصيا كي يكتمل لديه ولدى جماعاته المتطرفة السيناريو المرسوم للرؤساء العرب كما حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن الظهور الأول والثاني والثالث ثم السقوط غير مدرك أن الأسد لاتنطلي عليه مكائد كبار أعضاء الكونغرس الأمريكي الذي يطالب أوباما بدعم المعارضة السورية وفحول الكينيست الإسرائيلي لتنطلي عليه حيل النكرات الملتصقة بأقفيتهم الناشئة على أيديهم ..
الخبير التاسع .. لؤي حسين .. الذي قدّم رفاقه قادة رابطة العمل الشيوعي للأمن حين تورطوا ببيان مراهقة سياسية تحريضية عام 84 19 و خلال أقل من أسبوع ليصل عددهم إلى 40 شخصاً .. معترفا عليهم بالاسم والشكل في سيارة أمن تجول الشوارع فيشير لهم على القياديين واحدا تلو الآخر منهم من يعرف اسمه الحقيقي ومنهم من لا يعرفه سوى بالشكل ومنهم من لا علاقة له بالتنظيم سوى أنه صديق ليس له في السياسة سوى التباهي .. ولن آتي على ذكر تصريحاته ولا تصريحات الخبير العاشر هيثم مناع الذي كان نكرة الحزب ومحط سخرية رفاقه لما لديه من آراء ساذجة سطحية وادعاء فكري ثقافي لا يمتلك منه سوى العناوين وما تتقاذفه أنصاف المعارف بين طاولات المثقفين ولن أعلق على تصريحاته الخرقاء الأشبه بالنباح ..
كثر هم خبراء الأسطحة والذين سيحتاج ذكرهم لمجلد كبير ساكتفي بذكر بعضهم كأسامة الملوحي الذي جن جنونه لعدم استجابة الشعب السوري للتظاهر ضد بشار الأسد داخل وخارج سوريا وهيثم المالح الذي يؤكد على امتداد التظاهرات إلى دمشق خلال اسبوعين قادمين وأن تصريحات الرئاسة كاذبة ومضلله وهو الصادق الأمين ..ومحمد العبد الله الذي يتباكى على أبيه وأخيه ويعتبر أن السلطة تستخف بعقول الناس في الوقت الذي لم يكف فيه لحظة عن الاستخفاف بعقولنا مشعلا الفتنة بالمزيد من الدعوات التحريضية المشحونة بالحقد والكراهية العمياء مستحضراً أحداث حماة بعد أن هدأت اضطرابات درعا ليشعلها من جديد .. والأكثر سخفا استعطاف الناس بقوله أن طل الملوحي طفلة لديها من العمر 19 عاما .. كم من سيدة متزوجة في مجتمعاتنا الاسلامية لديها أولاد في هذا العمر ولديهن من النضج ما يجعلهن أمهات مربيات لأجيال فإذا كانت الطفولة في العشرين وهو لم يتجاوز الثلاثين فنحن نتعامل اذا مع مراهق وهذا ما جعلنا نكاغي له ونستوعبه بالتأكيد حين قال وهنا الطامة الكبرى أنه يريد أن يروي النكات و النظام يقمعه .. وأنه ضد الهدوء الذي انتهت اليه درعا .. يدفع الناس إلى الموت لكي يمزح .. ولولا اعتباره أن الطفولة البريئة ضمن سن العشرين لعتبت عليه أشد العتب إنما لن أعتب على أطفال يطالبون باللعب والمزاح وان كان على دماء الناس ..
أما عن أيمن الأسود الذي سوّد وجه سوريا بكل مداخلاته على مدى اسبوع وبلغ فيه الحماس مبلغ الخلط مابين الجامع العمري بدرعا والمسجد الأموي في دمشق ويعتبر فيما رشقنا من اعتبارات أن الأسد يقف مع شعب درعا على رمال متحركة جراء القرارات التي أقرها من اصلاح اداري واجتماعي .. ويقول .. صحيح أن عشرات الآلاف التي أيدت الرئيس ليل الخميس أي قبل جمعة العزة بساعات لن توافق على قراراته ولن تلق قبولا ولا بشكل من الأشكال في الوقت الذي تهتف له درعا برمتها تأييدا وشكرا ويؤكد أن ما صرحت به المستشارة الرئاسية لا يلبي طموحاته ولن يقبل بأية تسوية .. لدرجة ان المذيعة سألته ماذا لو ألغي قانون الطوارئ وأفرج عن المعتقلين وتحققت كل مطالبكم كيف سيكون وقع ذلك عليكم ؟؟ قال سنستمر في المطالبة بالحرية ... يا أمة محمد .. ماذا يريد هؤلاء وما الذي يرضيهم .. ؟؟
لست أدري من أين جاء كل هؤلاء ومن أوكلهم بالدفاع عن الشعب السوري مازن ونضال درويش .. سهير الأتاسي وحسيبة العجيبة .. ود.لاذقاني وياسر العيتي المشكك بمصداقية الرئاسة .. ويريد اجراءات فورية لست أفهم ماهية الفورية التي يتحدثون عنها ..يا أخي سأفترض أننا حققنا مبتغاكم وأقلنا النظام والرئيس هل ستصلحون بفورية وهل لنا أن نعلم مدى الفورية يعني ساعات أيام سنوات لست أفهم .. فإذا لم تكن ساعات أو أيام اسبوع أو اسبوعين كما يتنطح معظمكم كيف لنا أن نمهلكم بعد دمار وتخريب وقتلى كخسائر ثورة وأمامنا الخيار بإمهال النظام دون سفك الدماء وإعمال الفوضى ؟؟ فبأي فورية تطبلون ...
د.عدنان عودة يقفز من جحر ما ليتحدث باسم الفنانين السوريين طارحا نفسه كاتبا للسيناريو قائلا أن كل الفنانين السوريين كانوا مع الثورة ولكنهم يخشون من الظهور في الشارع من المخابرات السورية كونهم مشاهير ولست أفهم كيف لأحمق كهذا أن ينسب لفناني سوريا هذا الموقف وهم أكثر الناس معرفة بمواقف الأسد وأكثر العقول قدرة على التمييز ما بين ضرورة الاصلاح وخراب الإملاءات الخارجية ولن يقفوا أي موقف مخرب لن يحقق مكاسبا إلا لجهات مغرضة لايعنيها فساد ولا مواطن .. إضافة إلى مصطفى أوسو وخلدون الأسود وما هب ودب ممن يدفعون البلاد للدماء ويتاجرون بدماء الأطفال والبشر خلف رايات حقوق الانسان وشعارات الاصلاح الزائفة ..
حين خرجت السيدة بثينة شعبان عبر مؤتمر صحفي رسمي لتعلن عن قرارات رئاسية مفادها محاسبة المسببين والمقصرين في درعا وزيادة الرواتب 25% و1500 ليرة لكل الرواتب تحت الـ10 آلاف وتثبيت العاملين بعقود والضمان الصحي واحداث آليات جديده لمحاربة الفساد في اصدار تشريعات ودراسة انهاء العمل بقانون الطوارئ واقرار قانون الأحزاب وقانون جديد للإعلام ..وتعديل المرسوم 49 المتعلق بالمناطق الحدودية .. وتعزيز سلطة القضاء ومنع التوقيف العشوائي انتفض عليها حملة هموم الشعب العتاة وعلى رأسهم المالح وغسان نجار الذي كان يشغل منصب أمانة سر نقابة المهندسين معتبرا ان كل تلك القرارات كاذبة ومضلله لإرادة الجماهير .. ثم قفز صلاح بلال الكاتب والاعلامي المقيم في ألمانيا ليقول انتظرنا 40 عاما ولن ننتظر أكثر ولا يعتبر السيدة بثينة ناطقا باسم الرئاسة بل يريد أن يخرج إليه الرئيس شخصيا ويخبره عن تلك القرارات وأنا أكيد من أنه إن ظهر بل وأن زاره إلى البيت لن يوافق على قراراته وسيتهمه بالخداع ... ولن يرضيه ذلك .. ثم يعتبر بأن الكشف عن جماعات مخربة كذبة لا تنطلي عليه وماهم سوى عناصر أمنية ستزعم انها من الخارج في حال ظهروا باعترافات مفبركة على القنوات الفضائية بعد ظهور الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي مؤكدا أن هنالك جماعات لا تخرب فحسب إنما تملي وتعطي أوامر من الخارج فهل يعتبر أن البوطي جهة أمنية ؟؟
على الرغم من كل الوضوح فيما تفصّل لنا تلك التصريحات وما تفصله المجريات في الشارع لم يكف أصحاب الرايات الانسانية عن تحريض العامة شبابا وشيبا نساء وأطفالا للخروج والثورة ضد الأسد .
في السياق التحريضي ذاته لا بد لي أن أتساءل .. أين الانسانية في زج الأطفال ضمن مظاهرات سياسية مناهضة لنظام يؤكدون على استبداده ويدركون فيما لا يقبل الشك أن المتظاهرين سيتعرضون لعنف إذا حصل أي تصعيد من المتظاهرين وفي أقل تقدير سيطلق عليهم الغاز المسيل للدموع والذي لا تحتمله صدور الرجال فما بالك بالأطفال .. بل ويمعنون في دفع الناس لإخراج أطفالهم رغم ما وصلت اليه المواجهات من ضحايا .. ليستمروا بالتساقط واحدا تلو الآخر .. يا اخي الا يخشون في أدنى الأحوال من تدافع المتظاهرين ما يودي بالأطفال إلى مقتل .. ؟؟
من جانب آخر وهو الأهم .. كلنا لدينا أبناء تخشى عليهم .. كيف لعاقل أو مجنون أن يصدق أن الأطفال الذين كتبوا على الجدران عبارات ضد بشار الأسد وعن اسقاط النظام كتبوا ذلك بدافع التقليد أو بدافع شخصي ؟؟ مستحيل .. ثمة من دفعهم لذلك .. والأمن لا بد له من التحقيق معهم ليضع يده على من دفعهم وغرر بهم ..
دعاة الانسانية يقولون ان الأطفال كانو يعبرون عن حريتهم وأن لديهم مطالبا .. وأحدهم وبمنتهى الغباء وهو الخبير الأول عبد الرزاق عيد قال تصور أن أطفالا دون سن العاشرة يعانون من استبداد بشار الأسد وفساد حكومته فما بالك بالكبار .. يارجل .. اتق الله فينا .. وكتلة الغباء التي تمتلكها مؤذية أكثر من بسطار عسكر .. من تعتقدنا .. كيف لمتابع أن يقتنع أن الطفل محمد المسالمة رحمه الله البالغ من العمر 12 عاما (بناء على ما أذيع ) يعي معنى قانون الطوارئ وشعارات الدفاع عن المعتقلين السياسيين وحقوق الانسان ؟؟
كيف لمنتبه أن يغفل عن أن ما قيل عنهم جماعات مندسة ماهم سوى عناصر من حركة الأخوان المسلمين والتي لا تقل دموية عن دموية رفعت الأسد ولها في الذاكرة ماله إن لم يكن أكثر وخصوصا أنهم أعلنوا عن المجابهة المسلحة في غير موضع .. سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو على بعض القنوات الفضائية ؟؟
كيف لا ينتبه أي مهتم ممن خرج محتجا ً في درعا ومن يفكر أن يخرج في باقي المحافظات إلى ذلك التلاحم المفاجئ مابين الشيوعيين المتطرفين وجماعة الأخوان المسلمين الذين يعتبرونهم كفرة ملحدون ؟؟
كيف لم ينتبه أحد ممن تابع الحراك العربي أن القاسم المشترك بين كل الاضطرابات التي حدثت والتحريض المستميت للشارع العربي للإنقلاب على حكوماته هو ضغط الأخوان المسلمين واللعب على وتر الاسلام كورقة رابحة لغاياتهم في امة مسلمة لا تعرف بمعظمها من الاسلام سوى شهادة ان لاإله إلا الله محمد رسول الله وما يبث لها من فتاوى وشعارات بعيدة عن جوهر الإسلام لدرجة أنهم استطاعوا اقناع معظم الشارع الاسلامي بالحرب على بعضه البعض ومباركة الاحتلال الأجنبي لبلادنا العربية بحجة الاستغاثة والاستنجاد لتغليب فريق على آخر وبدعوة من مسلمين ضد مسلمين والزغردة على دماء القتلى كما حصل في ليبيا حاليا وفي العراق سابقا و الذين هم بالمحصلة أبناء عمومة وأخوال وخالات في الوقت الذي ينهاهم دينهم الاسلامي عن الاقتتال فيما بينهم فما بالك باستخدام من يتهمونهم بأنهم أعداء الله ومشركين بالله و ملحدين وما إلى ذلك من اتهامات ..
إن أهم ما يؤكد دور تلك المجموعة هو عملهم المتقن في العالم العربي وخرقهم لكل الجمعيات والحركات التقدمية وجماعات حقوق الانسان وغيرها من جمعيات و روابط وهيئات ومؤسسات اعلامية وحاجة الصهاينة في الكونغرس إلى أمثالهم بعد عجز سياساتهم من السيطرة على القرار السوري المقاوم كجماعة نشأت على استباحة الدم ولا يربطها رابط عقائدي أو إيماني سوى سفك الدماء وأخص بذلك هنا الحركة في سورية تحديدا والتي تشهد عليها كل دماء الأبرياء التي قضى أصحابها عبر سلسلة التفجيرات والاغتيالات التي قاموا بها ضد الشعب السوري الذي يرفعون له اليوم شعارات الحقوق والحرية.. ذلك الاجماع في بداية كل تظاهرة على أنهم بعيدون كل البعد عن حركة الشارع في الوقت الذي نجدهم يدخلون في قلب التظاهرات ويدعمونها ماليا واعلاميا ويصعدون سقف المطالب بعد توريطهم لكبش موتور يدفعونه للموت كي يضمنوا القدرة على تحريض الشارع لنصرة أقرباء الكبش وتهييج من لم يكن ينوي التظاهر عبر تهويل الحدث وان الأمن بدأ بالقتل والترويع بين صفوف المسالمين في الوقت الذي يعتم على القتلى من عناصر الأمن وعلى أعمال التخريب والأذى الذي ألحقوه بالممتلكات وقوات الأمن التي هي بالمعظم من الأهالي وفيهم أقرباء للمتظاهرين بنسبة تزيد عن 80% .. وأن كل استجابة للمطالب إما متأخره أو كاذبة ..
إن العجب العجاب في كل ما سبق وما سيلي لأخف وطأة من عجائبية انقياد المواطم السوري وبخاصة في درعا لمثل هؤلاء حين نعلم أن أهل درعا لديهم من الذكاء ما يجعلهم في المقدمة دوما ً وفي كل المجالات .. لا تنطلي عليهم حيلة محتال ولا مكيدة كائد سواء أكانوا يحملون شهادات جامعية عليا أو فطرة ذهنية اجتماعية .. وأتمثل بما تمثل به الدكتور البوطي ( جزاه الله كل خير على خطبته الرائعة عن مسؤولية الأمة تجاه الحدث ) قائلا ً: إذا كان الغراب دليل قوم ٍ يمرّ بهم على جيف الكلاب
إن فساد الدولة ما هو إلا فسادنا نحن فهي منا ونحن منها ولا يصلحها لا عبد الباري عطوان ولا أي عبد آخر إن لم نتكاتف جميعا ونبدأ في اصلاح ذواتنا أولا ونفهم أن مثل هؤلاء الدعاة ليسوا سوى زيتا يصب على النار .. يشعلون فتنة الاصلاح ولا صلاح فيها .. مهما زينوا شعاراتهم وأطنبوا بدعواهم للحرية .. الحرية في العمل على أنفسنا على وعينا على حميتنا غير المنحازة إلا لصالح وطننا وفاعليتنا كمواطنين .. حين نكون شرفاء ستكون حكوماتنا شريفة..
