فسيفساء "مريمين" من أجمل لوحات العالم
«قد لا يعرف الكثيرون من زوار متحف مدينة "حماة" الوطني أن أجمل لوحة
فسيفسائيّة موجودة في المتحف اكتشفت في قرية "مريمين" التي أصبحت حديثا ضمن
حدود محافظة "حمص" الإدارية حيث تبعد عنها حوالي /30/كم. وتدل الآثار
المُكتشفة في "مريمين" والتي تعود إلى العهد الروماني بأنها كانت مدينة
مزدهرة وتتمتع برخاء اقتصادي ومستوى ثقافي وفني رفيع وأنها قطعت شوطاً
متقدماً في عالم الموسيقا والعزف، حيث كانت تقام فيها حفلات موسيقية راقية
جداً استخدمت فيها آلات موسيقية متطورة من سائر أنحاء العالم القديم بما
فيها الآلات اليونانية والهندية.
|
وهذا يدل على أنها كانت تشكل قمة الارتقاء للنهضة الموسيقية في سورية
مما يدعو للاعتقاد بأن "مريمين" كانت عاصمة الموسيقا في سورية خلال العهد
الروماني»، بحسب ما حدثنا به رئيس البلدية السيد "محسن زغنون" من خلال الوثائق التاريخية التي يملكها. ولعل لوحة "مريمين" الفسيفسائية هي خير
شاهد على مكانتها الموسيقية، هذه اللوحة التي حدثنا عنها بتفاصيل أكثر
السيد "زغنون" حين التقيناه فقال: «تعتبر هذه اللوحة المكتشفة في ستينيات
القرن الماضي من اللوحات النادرة وهي لوحة العازفات التي صنفت بأنها من
أجمل لوحات الفسيفساء في العالم
وهي تمثل مشهداً موسيقياً والمشهد عبارة عمن نساء
موسيقيات، تظهر فيها آلات تلك الأيام الموسيقية، وتبدو واحدة منهن تعزف على
الهارب وبجانبها إلهين مجنحين يدوسان على دواسات الإيقاع، وواحدة ترقص
وواحدة معها مزمارين و وأخرى تعزف على آلة موسيقية هندية تتألف من زبادي
معدنية مليئة بالماء على مستويات مختلفة فوق طاولة، عند نقر حوافها بعصي
خشبية تصدر أصواتاً موسيقية وتشكل صورة هذه العازفة أكثر من ثلث اللوحة،
وقد اعتبرت الدكتورة البلجيكية "دوشيسن جيلمان" أن لوحة "مريمين" ذات
أهمية كبيرة فقد زودت العلماء الباحثين بوثيقة فنية عن كيفية العزف على الأورغن في تلك الأيام.
وأضاف السيد "زغنون" عن أصل تسمية "مريمين" التاريخي فقال: «ذكرت "مريمين"
في الوثائق المصرية باسم "مريامون"، والاسم مكون من مقطعين المقطع الأول
"مري" باللغة الهيروغليفية يعني المحبوب المقطع الثاني "أمون" وهو اسم
الإله المصري "أمون"، وبالتالي يكون اسمها باللغة المصرية "حبيبة الرب
أمون"، وبنى فيها الفراعنة معبداً للإله "أمون"، و"مريامون" من ألقاب
"رعمسيس" الثاني أيضاً وبالآرامية "مريمين" نفسه لا يتغير ومعناه
المرتفعات، ويتفق هذا المعنى مع التكوين الطبوغرافي لـ"مريمين" التي كانت
منتشرة على مجموعة من المرتفعات المجاورة
|
بناء قديم في مريمن يضم أعمدة يونانية |
توقعاتهم على عدد من الُلقى الأثرية خصوصا اللوحات الفسيفسائيّة منها نتيجة
قدم هذه القرية وعراقتهاويشير باحثوا الآثار الذين زاروا "مريمين" أن المنطقة لا زالت تحوي حسب