كان يا مكان، في أحد المزارع، معشر من الحمير. وذات يوم، أضرب حمار عن الطعام، مدة من الزمن، فضعف جسده، وتهدّلت أذناه، وكاد جسده يقع على الارض من الوهن. فأدرك "الحمار الأب" ان وضع ابنه يتدهور يوماً عن يوم. وأراد أن يفهم منه سبب ذلك، فأتاه على انفراد، يستطلع حالته النفسية والصحية، التي تزداد سوءاً.
فقال له: ما بك يا بني؟ لقد احضرت لك افضل انواع الشعير، ولا تزال ترفض ان تأكل... أخبرني ما بك؟ ولماذا تفعل هذا بنفسك؟ هل أزعجك أحد؟
رفع "الحمار الأبن" رأسه، وقال مخاطباً والده: نعم يا أبي. انهم البشر.
دُهش "الأب الحمار"، وقال لأبنه الصغير: وما بهم البشر يا بني؟
فقال له: انهم يسخرون منّا، نحن معشر الحمير...
فقال الأب: وكيف ذلك؟
قال الأبن: ألم ترهم؟ كلما قام احدهم بفعل مشين، يقولون له "يا حمار"؟ أنحن حقا كذلك؟ وكلما قام أحد ابنائهم برذيلة، يقولون له "يا حمار". يصفون أغبياءهم بالحمير... ونحن، لسنا كذلك، يا أبي. اننا نعمل، دون كلل أو ملل. ونفهم وندرك، ولنا مشاعر.
عندها، ارتبك "الحمار الأب"، ولم يعرف كيف يردّ على تساؤلات صغيره، وهو في هذه الحالة السيئة. ولكن، سُرعان ما حرّك أذنيه يُمنة ويٍُسرة، ثم بدأ يحاور ابنه، محاولا اقناعه، حسب منطق الحمير:
انظر يا بني، انهم معشر، خلقهم الله، وفضّلهم على سائر المخلوقات، لكنّهم أساؤوا لأنفسهم كثيرا، قبل أن يتوجهوا لنا نحن، معشرالحمير، بالإساءة. فانظر مثلا... هل، في عمرك، رأيت حماراً يسرق مال اخيه؟ هل سمعت بذلك؟
هل رأيت حماراً ينهب طعام اخيه الحمار؟
هل رأيت حماراً يشتكي على أحد من أبناء جلدته وجنسه؟
هل رأيت حماراً يشتم أخاه الحمار، أو أحد ابنائه؟
هل رأيت حماراً يضرب زوجته وأولاده؟
هل رأيت زوجات الحمير وبناتهم يتسكعون في الشوارع والمقاهي؟
هل سمعت يوما ما أن الحمير الأمريكان، يخططون لقتل الحمير العرب؟ من أجل الحصول على الشعير؟
طبعا، لم تسمع بهذه الجرائم "الإنسانية"! اذن، أطلب منك أن تحّكم عقلك الحميري، وأن ترفع رأسي عالياً، وتبقى، كعهدي بك، حماراً ابن حمار. واتركهم يقولون ما يشاؤون، فيكفينا فخرا أننا حمير لا نقتل، ولا نسرق، ولا نغتاب، ولا نشتم... وغيرها من موبقات البشر.
أعجبت هذه الكلمات "الحمار الابن"، وراح يلتهم الشعير، وهو يردد: نعم، سأبقى كما عهدتني، يا أبي.
سأبقى حماراً ابن حمار!
فقال له: ما بك يا بني؟ لقد احضرت لك افضل انواع الشعير، ولا تزال ترفض ان تأكل... أخبرني ما بك؟ ولماذا تفعل هذا بنفسك؟ هل أزعجك أحد؟
رفع "الحمار الأبن" رأسه، وقال مخاطباً والده: نعم يا أبي. انهم البشر.
دُهش "الأب الحمار"، وقال لأبنه الصغير: وما بهم البشر يا بني؟
فقال له: انهم يسخرون منّا، نحن معشر الحمير...
فقال الأب: وكيف ذلك؟
قال الأبن: ألم ترهم؟ كلما قام احدهم بفعل مشين، يقولون له "يا حمار"؟ أنحن حقا كذلك؟ وكلما قام أحد ابنائهم برذيلة، يقولون له "يا حمار". يصفون أغبياءهم بالحمير... ونحن، لسنا كذلك، يا أبي. اننا نعمل، دون كلل أو ملل. ونفهم وندرك، ولنا مشاعر.
عندها، ارتبك "الحمار الأب"، ولم يعرف كيف يردّ على تساؤلات صغيره، وهو في هذه الحالة السيئة. ولكن، سُرعان ما حرّك أذنيه يُمنة ويٍُسرة، ثم بدأ يحاور ابنه، محاولا اقناعه، حسب منطق الحمير:
انظر يا بني، انهم معشر، خلقهم الله، وفضّلهم على سائر المخلوقات، لكنّهم أساؤوا لأنفسهم كثيرا، قبل أن يتوجهوا لنا نحن، معشرالحمير، بالإساءة. فانظر مثلا... هل، في عمرك، رأيت حماراً يسرق مال اخيه؟ هل سمعت بذلك؟
هل رأيت حماراً ينهب طعام اخيه الحمار؟
هل رأيت حماراً يشتكي على أحد من أبناء جلدته وجنسه؟
هل رأيت حماراً يشتم أخاه الحمار، أو أحد ابنائه؟
هل رأيت حماراً يضرب زوجته وأولاده؟
هل رأيت زوجات الحمير وبناتهم يتسكعون في الشوارع والمقاهي؟
هل سمعت يوما ما أن الحمير الأمريكان، يخططون لقتل الحمير العرب؟ من أجل الحصول على الشعير؟
طبعا، لم تسمع بهذه الجرائم "الإنسانية"! اذن، أطلب منك أن تحّكم عقلك الحميري، وأن ترفع رأسي عالياً، وتبقى، كعهدي بك، حماراً ابن حمار. واتركهم يقولون ما يشاؤون، فيكفينا فخرا أننا حمير لا نقتل، ولا نسرق، ولا نغتاب، ولا نشتم... وغيرها من موبقات البشر.
أعجبت هذه الكلمات "الحمار الابن"، وراح يلتهم الشعير، وهو يردد: نعم، سأبقى كما عهدتني، يا أبي.
سأبقى حماراً ابن حمار!