في الشام تقاليد أساسها إشباع العين قبل الفم ...لأنها هي التي تقرر الألفة ومن المألوف
القول : فلان عينه شبعانه ...لذلك فمن عادة أهل الميدان القدامى وضع معجن الخبز (وعاء كبير
كان يعجن فيه الخبز) إلى جانب الضيف كي لايحسب أن الخبز مقنن والدمشقيون معروفون بأنهم
يحلفون على ضيوفهم الأيمان المحرجة ليأكلوا ويأكلوا ....
ويروى في هذا الصدد أن الطبيب القديم ورديشان ( كان له عيادة وسط دمشق ) عزموه في
الميدان على أكلة كوسا ومحاشي وقبوات ...
أكل الرجل كما يأكل طبيب صحة يعرف النتائج ...فحلفوه ...فأكل زيادة مسايرة لهم ..وهنا أمسك
صاحب الدار (بقباوة ) وحلف على ورديشان بالطلاق أن يأكلها ...أضطر ورديشان إلى ذلك حتى
لاتطلق المرأة وبدأ يتلوى .... ...
ثم طلب شعيرا لحصانه ...وأطعمه حتى شبع فخاطب ورديشان الحصان :
من شاني تاكل كمان ...فهز الحصان راسه رافضا ...
حلف عليه ولكن الحصان لم يقبل ...
وحلف عليه مجددا والحصان يرفض !!
حلف عليه بالطلاق ...فظل الحصان على يرفع رأسه رافضا أن يأكل ...
فقال له ورديشان :
بذمتي طلعت أفهم مني !!!!