كما تعرفون كتب هذه الرواية الرائعة الكاتب الرائع اللامع الذكاء دان براون وهي من أجمل الروايات البوليسية التي قرأتها واستمتعت بتفاصيليها .
والكاتب بالفعل كتب روايته بحبكة قوية وطريقة مقنعة للقارىء بأن الحقائق والمعلومات التي أقحمها في الرواية هي حقيقية فعلا ...
ولم يخف الكاتب أفكاره الماسونية ...
والرواية على الرغم من أنها ممتعة الا أنها حاوية على كثير من الأخطاء والتناقضات العلمية والفنية والتاريخية والدينية!!!
بعض الأخطاء العلمية و التاريخية:
1-ذكر الكاتب أثناء حديثه عن نسبة فاي"PHI" بأنه نسبة الاناث العاملات ضمن خلية النحل الى نسبة الذكور وهي تساوي 1.6180339
-علميا هذه النسبة تختلف تختلف حسب الفصول ولكن في جميع الفصول يكون عدد النحلات العاملات أضعاف الذكور و بحوالي 50 الى 60 مرة
2-ذكر الكاتب أن بأن عدد الألواح الزجاجية في هرم اللوفر الزجاجي هو 666
-وحسب تصريحات متحف اللوفر فأنه في الحقيقة يحتوي على 673 قطعة زجاجية
3-ذكر الكاتب بأن الألعاب الأوليمبية تقام كل أربع سنوات تكريما لفينوس وأن الحلقات الخمسة(رمز هذه الألعاب) هي مشتقة من نجمة فينوس الخماسية.
-الألعاب الأوليمبية كان تقام تكريما لزوس وليس لفينوس!!!!
و الحلقات الخمسة تمثل مجموعات الألعاب المشاركة بالأولمبيات ولكن توقف عدد الحلقات عند خمسة بعد ازدياد الألعاب فيما بعد .
4-ذكر الكاتب بأن دافينشي رسم صورته من خلال لوحة الموناليزا وقد قام بتسميتها من تركيب الكلمتين :
L'isa+Amon والتي ترمز الى اله الخصب في مصر مع الألهة أيزيس Isis وهي ألهة الأنوثة.
-اللوحة سميت بالموناليزا وذلك كالتالي Mona وهي تعني سيدة أو ((ليدي)) باللغة اليطالية بالاضافة الى Lisa
وهي اسم الشخصية التي قام برسمها والتي هي السيدة ليزا زوجة السيد : Francesco Del Giocondo
ومن هنا أيضا أتت تسميتها بالجوكندا نسبة الى عائلتها.
والمفارقة المضحكة بأن دافينشي لم يطلق على هذه اللوحة تسمية الموناليزا وانما هذه التسمية أعطيت من قبل المؤرخ الايطالي الفنان جيورجيو فاساري بعد وفاة دافينشي ب 31 سنة!!!!!
واسم الموناليزا أو الجوكندا شاع استخدامه في القرن التاسع عشر وقبل ذلك التاريخ أطلق على اللوحة أسماء أخرى مثل ((المرأة الفلورنسية)) وغيرها.
5-ذكر الكاتب على لسان احدى الشخصيات أن دافينشي قد يكون رسم نفسه من خلال لوحة الموناليزا
-الغريب بالموضوع بأن الكاتب وصف اللوحة بدقة بالغة وحاول أن يعطي تفسيرات عن اتحاد الرجل بالمرأة من خلالها ومع ذلك نسي أو تناسى أن يذكر أن لوحة الموناليزا لوحة ناقصة واللوحة التي نعرفها حاليا تعرضت للقص من طرفيها الجانبين وباللوحة الأساسية كان هناك عموديين على جانبي الموناليزا ولحد الأن من يدقق باللوحة يجد قاعدة هذين العموديين.
والفكرة هنا أن الكاتب عندما توصل الى الفكرة التي يريد من خلال وصفه تغافل عن أي شيء أخر يتعلق باللوحة لأن هذا يمكن أن يجعله يناقض أقواله(عدم الأمانة في الوصف).
6-لوحة العشاء السري:اعتمد الكاتب بشكل كلي تقريبا على برهان نظريته حول الكأس المقدسة بنقاش هذه اللوحة.
-ذكر الكاتب أن دافينشي تعمد اخفاء الكأس المقدسة ضمن صورة العشاء السري كي يشير بأن الكأس المقدسة هي مريم المجدلية
اذا أحصينا عدد الكؤوس المقدسة الموجودة بالصورة سنجدها 13 على عدد الموجودين ولا يوجد كأس ناقصة مع أنه نظريا لو تقصد دافينشي اخفاء الكأس المقدسة كان ليخفي الكأس التي أمام المسيح ولكن الكأس موجودة فأين التورية في اخفاء الكأس بالطريقة التي توهمها الكاتب في الصورة ؟
-ذكر الكاتب بأن الشخص الموجود على يمين المسيح هي مريم المجدلية واستنتج ذلك من شكلها الأنثوي ومن بروز صدرها.
الأشخاص الموجودين بالصورة كانوا 13 وهم المسيح بالاضافة الى 12 تلميذ وعلى فرض أنهذا الشخص هو مريم المجدلية فأين هو التلميذ ال 12 أو بالأحرى أين هو يوحنا الذي كان متكئا في حضن المسيح في تلك الليلة؟
ومن المعلوم أن يوحنا كان أصغر التلاميذ سنا وكان محببا من قبل المسيح وطبيعي أن يكون حليق الذقن نسبة الى عمره بالاضافة أنني حولت جاهدا أن أبحث عن بروز بالصدر لكني فشلت!!
بالصورة يظهر شخص أخر هو الثالث عن يسار المسيح شكله هو الأخر مشابه تماما للمرأة لماذا لا يكون هو الأخر امرأة ؟
المسيح نفسه رسمه دافينشي بشكل رجل ناعم الملامح ولولا اللحية لكان شكله مشابها للمرأة كما هو حال أغلب الشخصيات الرجولية التي رسمها دافينشي في هذه اللوحة على الأقل وقد أغمض الكاتب
عينيه عن حقيقة أن دافينشي كان شاذا جنسيا وبمعرفة هذه
الحقيقة فنجد من المنطقي أن يرسم الشخصيات الذكورية بهذه النعومة.
-ذكر الكاتب بأن الشخص الذي كان يكلم مريم المجدلية وهو بطرس كان يقوم بتهديها ويضع يده على رقبتها وكأنه يريد قطعها
بطرس بالصورة كان يضع يده على كتف يوحنا وهو يطلب منه أن يسأل المسيح عن الشخص الذي سيخونه وهذا تماما ما رسمه دافينشي بناء على كلمات الانجيل:
(((لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح وشهد وقال الحق الحق أقول لكم أن واحدا منكم سيسلمني .فكان التلاميذ ينظرون الى بعضهم البعض وهم محتارون في من قال عنه .وكان متكئا في حضن المسيح واحدا من تلاميذه كان يسوع يحبه .فأومأ اليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذي قال عنه .فأتكأ ذلك على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو .أجاب يسوع هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه.فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي.)))
اذا بالصورة كان بطرس يهمس ليوحنا بأن يسأل المسيح وليس كما ادعى الكاتب بأنه يقوم بتهديد مريم المجدلية بقص رقبتها.
بالاضافة الى أن حركة يد بطرس هنا مختلفة تماما عن حركة الملاك جبرائيل الذي كان يشير بأصبعه للمسيح الطفل بلوحة سيدة الصخور ...ولم ألحظ أن الملاك قد افتعل حركة مرعبة بيده كما وصفها الكاتب.
-أعتمد الكاتب على الشيفرات التالية :بين المسيح والمجدلية (المفترضة)هناك اشارة بشكل زاوية رأسها متجه للأسفل 7,وهي الرمز القديم للأنثى وبنظره انها بشكل الكأس لذا فهي ترمز للكأس كما أعتمد على أن جسد المسيح والمجدلية يشكلان معا حرف M وهذا الحرف حسب تقديراته يعود اما الى Matrimonio او الى Mary Magdalen .
بالحقيقة هذه الشيفرة مضحكة والاقتناع بها هو المهزلة بذاتها ويبدو أن الكاتب لم يفلح في ايجاد شيفرة ضمن لوحة دافينشي تدعم نظريته فلجأ الى اظهار الرموز الماسونية
(حرف ال M والزاوية المتجهة للأعلى 7 والزاوية المتجهة للأسفل 8 ).
ولو أن أي منا قد بحث مطولا ضمن لوحات طفل عمره 7 سنوات سوف يجد أن هذه اللوحات مليئة بالشيفرات وغالبا أكثر مما قد يجده في لوحات دافينشي.
الفكرة التي أود قولها هو أن الشخص الذي يريد أن يبحث عن شيء معين وكله أمل أن يجده سوف يجد علامات وشيفرات عن هذا الشيء في أي شيء يراه حتى لو كان وجودها بمحض الصدفة أو غير مقصود حيث يراها ولا يرى أي شيء غيرها