أذكر عندما كنت صغيراً.
كان في منزلنا زجاجتان، في داخل الأولى بيضة، و في داخل الثّانية رمّانة.
كنت أنظر إليهما و أتعجّب، من هذا المنظر.
كلّ زجاجة منهما كانت ذات عنق ضيّق.
كنت أنظر إليهما و الحيرة تأكلني.
و أذكر أنّني حين عرفت السّرّ، فرحت كثيرا.
أمّا السّرّ فأكثركم يعرفه لا شكّ في هذا، إنّما أقوله للذّكرى.
فقد عرفت السّرّ الأوّل من مجلّة ( ماجد) و كانت في بداياتها، فالبيضة تُنقع في الخلّ لفترة معيّنة حتّى تصبح ليّنة و تُحمل على راحة الكفّ و تُدخل بهدوء داخل الزّجاجة، و من ثمّ يُصبّ عليها الماء فتعود لتتماسك.
و أمّا السّرّ في الثّانية، :
فحين تكون الرّمانة صغيرة جدّاً على شجرتها، تُدخل في زجاجة بيضاء اللون، ثمّ تُربط هذه الزّجاجة ( و هي مقلوبة ) و الرّمّانة بداخلها و هي على الشّجرة، إلى أن تكبر الرّمّانة بداخلها فتُقطف و تصبح ذات منظر يدعو للعجب.
منقول